جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

محاورسورة التوبة

صدى الواقع اليمني - كتب: محمد السفياني


التسمية:قال الزمخشري في"الكشاف" : لها عدة أسماء : براءة ، والتوبة ، والمقشقشة ، والمبعثرة ، والمشردة ، والمخزية ، والفاضحة ، والمثيرة ، والحافرة ، والمنكلة ، والمدمدمة ، وسورة العذاب وبهذا ليس هناك أي ارتباط مع سورة الانفال لأن سورة الانفال فيها الاحسان وسورة التوبة فيها البراءة وهي سورة مدنية اياتها (129) أية وترتيبها في المصحف التاسعة
المحور الاول: البراءة وهي براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدوا المسلمين من المشركين وإن عليهم أن يسيحوا في الأرض أربعة أشهر وهذا ليس سرا بل هو اذان يوم الحج الأكبر إن الله بريئ من المشركين المعاهدات مع المشركين ورسوله إلا الذين عاهدتم ولم ينقضوا عهدهم فيجب إتمام العهد إلى مدته ويجب أن يستقيموا للذين عاهدوهم عند المسجد الحرام ما استقاموا قال تعالى بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ (2) وَأَذَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥۚ فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدٗا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (5) وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ (6) كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ (7) كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ (8
ثم يجسد أخلاقية المسلم وعرف العرب بأن من حق المسلم أن يجير من استجاره من المشركين حتى يسمعه كلام الله أو يبلغه مأمنه ويالها من قيم نبيلة يجسدها الاسلام في هذه الآية (وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ (6)
المحور الثاني محور المنافقين حول المدينة وفي المدينة الذين تمردوا والخوالف الذين الذين تخلفوا عن رسول الله وضرب مثلا للمنافقين المسجد الذي بني تصدية وضرار وضرب من الخوالف الثلاثة المتخلفين الذين صدقوا ولم يحلفوا كذباً وتابوا إلى الله حتى تاب الله عليهم هذا نموذج لمن كذب وحلف ( يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ لِيُرۡضُوكُمۡ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ (62)
وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا وَكُفۡرٗا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادٗا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ (107) هناك نموذج صادق تخلفوا لكنهم صدقوا ولم يحلفوا كذباً وهؤلاء ثلاثة مخلفين تابوا وتاب الله عليهم ورحمهم قال تعالى (وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (118)
المحور الثالث محور التوبة وهذا المحور هو سبب التسمية للسورة بالتوبة لأن كل أعمال نقض المشركين للعهود وإخراجهم المسلمين من بيوتهم قضية المنافقين وبناء المسجد ضرار وتصد ومركزاً لإقامة المؤامرات والدسائس للمسلمين والتخلف عن رسول الله وعن غزوة تبوك والتسهيل للعدوان على المدينة كل هذه جرائم تقتضي التوبة ممن قاموا حتى يتوب الله عليهم وهذا هو سبب عدم ذكر البسملة في بداية سورة التوبة لأن البسملة فيها الرحمن الرحيم ورحمة الله لا تأتي إلا بعد توبة وقد وردت في سورة التوبة مرتين قال تعالى 
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (104) وهذه رد على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليقول الله ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة ويأخذ الصدقات فلماذا لم يتوبوا ولم يقدموا صدقات حتى يتوب عليهم ويرحمهم بل إن الله خاطب رسوله بهذه الآية
79) ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ (80 وطالما استمروا بعدم التوبة ظلت هي مطلب لكل من ارتكب ذنباً حتى ينال مغفرة الله ورحمته ولأن اسم الله التواب الرحيم يتطلب التوبة عن ذنب كبير وقبول التوبة والرحمة فقد كان أول ذنب لسيدنا ادم حين ازلهما الشيطان فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (37) وكذلك عبادة بني إسرائيل العجل
) وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (54) اذا عدم توبة المنافقين والخوالف والمشركين هي سبب عدم وجود بسم الله الرحمن الرحيم في سورة التوبة لأن أي ذنب لابد من توبة العبد وقبول التوبة من الله وانزال رحمته بعد التوبة ولذا أوردنا في الآيات السابقة إسم الله التواب الرحيم بعد كل ذنب نسأل الله أن يوفقنا إلى مايرضاه ونسأل الله أن يغفر ذنوبنا و يرحمنا نسأله الجنة ونعوذ به من النار.

Post a Comment

أحدث أقدم