جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

محاور سورة النحل

صدى الواقع اليمني - كتب: محمد السفياني


    
هي سورة مكية اياتها (128)آية جميعها مكية باستثناء الايتين (126) و (128) فهما مدنيتين نزلت بعد سورة الكهف ترتيبها في المصحف (16) 
 المحور الاول: قبل الدخول فيما ناقشه المحور يجب أن يعرف القاري الكريم معنى الحجر فالحجر بكسر الحاء هوالمانع وسمي العقل حجرا لأنه يمنع عن عمل القبائح وقد ناقش المحور الاول أمر الساعة بأنه قريب ثم إنه على الرسول انذار المشركين إنه لا إله إلا الله ثم استعرضت السورة تقريراً بما انعم الله على الإنسان تضمن التقرير ذكر النعمة وفائدة الإنسان منها وتضمن التقرير عدم وفاء الإنسان بالالتزام بواجباته التي أمره الله بها وعدم الوفاء بالعهد الذي أخذه الله عليه بل ذهب لعبادة مخلوقات لا تملك لنفسها ضرا ولانفعا قال تعالى:أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) إنه تقرير تفصيلي لأهم وأبرز النعم آلتي سخرها الله للإنسان منذ أن خلقه من نطفةولكنه لازال يشرك مع الله إله آخر قال تعالى وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)
المحور الثاني : النحل وهي أصغر نعمة مما ذكرها الله في السورة ولها منافع في عسلها غذا وشفاء وتبني بيوتها في الجبال والأشجار وكلها في أماكن عالية لأنها نموذج لأصغر النعم التي تقوم بواجباتها بنظام محكم وشفافية ومسؤولية عالية الدقة ورفعها الله فوق ماتعرشون فهي افضل مما تعبدون إن كان لديكم حجر أي عقل يمنعكم عن السير في الجهل و عبادة الأوثان قال تعالى
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) فإذا انتم أيها الناس تشركون بالله وتعبدون مالا يخلق وهم يخلقون ولايملكون ضرا ولا نفعا فما الفائدة من خلقكم طالما وقد خلقكم الله لتعبدوه فذهبتم لتعبدوا غير الله إن النحل تقوم بواجبها تعطي العسل وتبني بيوت كما أمرها الله فإنكم لاتستطيعون أن تقدموا مقابل نعمة العسل الذي تأخذونه من أصغر نعمة عسل النحل وهذا سبب التسمية
المحور الثالث العدل والإحسان وحسن الدعوة والصبر قال تعالى
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وقال تعالى ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ محسنون)) وقد ضرب الله مثلا إن رجلاً صالحاً يعد بأمة قال تعالى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (122)
ثم أمر الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم قال تعالى:ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (123
من هنا نتعلم كيف تكون التقارير تنقل الواقع كما هو دون كذب اوتزييف وعدم إعطاء المكانة إلا لمن يستحقها والذي يقوم بواجبته بصدق وأمانة مهما كان حجم المكلف أهم شيء العقل والعلم والتقوى والإحسان ولابد أن يقدم التقرير و ومن بعده التقييم أنموذج يحتذى به كما قدمت سورة النحل نموذجا من المؤمنين الصادقين نبي الله إبراهيم عليه السلام ومن الانعام المسخرات للإنسان اصغرها النحل نسأل الله أن يجعل القران ربيع قلوبنا ونور صدورنا ويرزقنا تلاوته اناء الليل وأطراف النهار اللهم نسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى العفو والعافية والفوز بالجنة والنجاة من النار والحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على رسول الله الصادق الامين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

Post a Comment

أحدث أقدم