جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

محاور سورة يوسف

صدى الواقع اليمني - كتب: محمد السفياني



المقدمة: سورة يوسف من السور المكية ونزلت كاملة اياتها (111) وترتيبها في المصحف ال12 على عدد اولاد يعقوب يوسف وإخوته سميت باسم نبي الله يوسف فهي تتناول قصة يوسف كاملة السورة بدأت (ألر ) 
وهذه تأتي بعدها الكتاب ومعجزات القرآن والتوحيد وتعريف بالنبي أنه بشير ونذير 
محور السورة : الرؤى
تناقش سورة يوسف محور رؤيا المنام ورؤية الحاكم أو الملك وكيفية قدرة الحاكم أن يحول رؤى الاحلام إلى رؤى اقتصادية وصناعية ويعتبر رؤيا الاحلام تنبيه بالمخاطر فيحولها من الخيال إلى واقع وكيف يجعل من المكائد وسيلة لتحقيق الرؤى رغم إنها أي المكائد هدفها إعاقة الرؤى وهنا تبرز حنكة وذكاء الحاكم كيف يجعل من المعوقات والصعوبات وسيلة لتحقيق النجاحات فالحاكم الذي يشكي ليس بحاكم الحاكم يجب أن يكون ذو رؤية وإرادة وقرار تعالوا نتدبر اليوم سورة يوسف التي نقرأها دوماً وهي سورة تناقش قضية إنسانية نبيلةقال تعالى الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ (1) إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (2) نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ (3) إِذۡ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّي رَأَيۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَيۡتُهُمۡ لِي سَٰجِدِينَ (4) قَالَ يَٰبُنَيَّ لَا تَقۡصُصۡ رُءۡيَاكَ عَلَىٰٓ إِخۡوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيۡدًاۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٞ مُّبِينٞ (5)
فاولها رؤيا المنام وصف يوسف لأبيه ما راه في المنام إحدى عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين
أدرك يعقوب إن الموضوع رؤية حكم فقدم لابنه المحاذير المستقبلية ومن مكائد اخوته وقد زاد حب يعقوب ليوسف لأنه علم إن إبنه سيكون له شأن عظيم هذا الحب ولد حقد إخوة يوسف عليه قال تعالى (ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ (9) قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ لَا تَقۡتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلۡقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلۡجُبِّ يَلۡتَقِطۡهُ بَعۡضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ (10) قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا مَالَكَ لَا تَأۡمَ۬نَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَٰصِحُونَ (11) أَرۡسِلۡهُ مَعَنَا غَدٗا يَرۡتَعۡ وَيَلۡعَبۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ (12) ولكن هذه المكيدة الاولى أوصلت يوسف إلى بيت الحكم بيت عزيز مصر 
المكيدة الثانية هي مكيدة امرأة العزيز والنسوة أوصلت يوسف إلى السجن وهناك فسر ورؤيا احلام للفتيين المقربين من الملك ففسرها بأحكام ماسوف تؤول إليه حياة صاحبي السجن بتشريعات قضائية وقوانين فكانت أيضا مكملة للرؤيا السابقة لأن الحاكم يجب أن يكون له معرفة بالقوانين العادلة 
الرؤيا الثالثة والأخيرة رؤيا الملك قال تعالى 
يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖ لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُونَ (46) قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبٗا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِي سُنۢبُلِهِۦٓ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعٞ شِدَادٞ يَأۡكُلۡنَ مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَامٞ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعۡصِرُونَ (49) وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦۖ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسۡـَٔلۡهُ مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّٰتِي قَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيۡدِهِنَّ عَلِيمٞ (50) لقد علم يوسف إنه موعد وصوله إلى الحكم والملك ويجب أن يبرأ من التهم المنسوبة إليه وعندما سأل الملك النسوة فاقررن ببراءته 
وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦٓ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِيۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُۥ قَالَ إِنَّكَ ٱلۡيَوۡمَ لَدَيۡنَا مَكِينٌ أَمِينٞ (54) قَالَ ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٞ (55) وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَتَبَوَّأُ مِنۡهَا حَيۡثُ يَشَآءُۚ نُصِيبُ بِرَحۡمَتِنَا مَن نَّشَآءُۖ وَلَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (56)
المكيدة الثالثة وهي مكيدة خير مكيدة عادلة لأنها حافظت على المكاد له من وضع الصاع في رحله وقد كان يوسف خبيرا في مكيدة الخير وتحايل على قانون الملك ثم السورة تجسد مشهد تحقيق الرؤية الاولى في سجود إخوته له و رفع ابواه على العرش فالوالدان لم يسجدان بل رفعهما على العرش بل إن كل الرؤى تحققت بنجاح ونخلص إلى أن الحاكم يجب أن يمتلك الرؤية 2-ان يكون عفو غير منتقم قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ (91) قَالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ (92)
إن الملك يتطلب نزاهة حتى الله عندما جاءت صفته الملك نعتها بصفته القدوس فقال الملك القدوس أي المنزه عن النقائص لذا يجب أن يمتلك الحاكم رؤية لتنمية شعبه ويكون عادلا صادقاً نزيها أمينا وأن يكون ثابتاً في موقفه في كل المنعطفات وان يعفو والا يحمل نفسية انتقامية عمن ظلموه قبل وصوله إلى الحكم نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا وشعبنا وأمتنا بما علمنا نسأل الله العفو والعافيه والفوز بالجنة والنجاة من النار.

Post a Comment

أحدث أقدم