🚨 قوات "درع الوطن" تفتح طريق "المحلحل" في أبين مع تشديد الإجراءات الأمنية
Responsive Advertisement

خطأ طبي كاد أن يودي بحياة روان الشغدري: مأساة عائلة يمنية تعاني الفقر والتهميش

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي


في مشهد يجسد معاناة الطبقات الفقيرة والمهمشة في اليمن، تعرضت الفتاة روان علي فارع بن فارع الشغدري لخطأ طبي فادح كاد أن يودي بحياتها، بعد أن أجرى لها الدكتور صادق الإبل في مستشفى مجمع السعيد بمدينة تعز عملية استئصال الزائدة الدودية، لكنه ارتكب هفوة قاتلة بترك أدوات جراحية داخل جسدها، مما أدى إلى تفاقم حالتها الصحية ودخولها في مرحلة الخطر.

عملية خاطئة ومعاناة متفاقمة

عانت روان، وهي ابنة رجل يعاني من فشل كلوي ويعول عشرة أبناء، من آلام حادة استدعت نقلها إلى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة لاستئصال الزائدة. لكن، بدلاً من أن تتعافى بعد العملية، بدأت حالتها تتدهور بشكل مقلق، حيث عانت من آلام حادة، ارتفاع شديد في الحرارة، والتهابات داخلية خطيرة. ولم يكن أحد يدرك أن السبب الحقيقي هو كارثة طبية تسبب بها الإهمال الجراحي، إذ تُركت أدوات الجراحة داخل جسدها بعد العملية.

لم يتم اكتشاف الخطأ إلا بعد مرور أسبوع كامل من معاناتها، حين تدهورت حالتها بشكل خطير، مما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الجمهوري في تعز، حيث خضعت لعملية أخرى لإزالة الأدوات الجراحية المنسية، في خطوة أنقذت حياتها بأعجوبة.

الخطأ الطبي وإهمال الفقراء

ما تعرضت له روان ليس مجرد حادثة فردية، بل يعكس واقعًا مأساويًا يعيشه الفقراء والمهمشون في اليمن، حيث يُتركون فريسةً للأخطاء الطبية والإهمال الصحي بسبب غياب الرقابة والمساءلة في العديد من المستشفيات.

علي فارع بن فارع الشغدري، والد روان، ليس فقط رجلاً كادحًا يعاني من فشل كلوي، بل هو أيضًا أبٌ لأسرة كبيرة تكافح للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف اقتصادية قاسية. فكيف لأسرة بالكاد تجد قوت يومها أن تتحمل تكلفة علاج إضافي بسبب خطأ طبي جسيم؟

دعوة للمساءلة والمحاسبة

هذه الحادثة تثير تساؤلات جوهرية حول مسؤولية المستشفيات والأطباء تجاه المرضى، خصوصًا الفئات الضعيفة التي لا تجد من يدافع عنها. فالخطأ الذي ارتكبه الطبيب صادق الإبل ليس مجرد هفوة، بل هو جريمة كادت أن تودي بحياة طفلة لا ذنب لها سوى أنها ولدت في مجتمع لا يمنح الفقراء حقهم في الرعاية الصحية اللائقة.

يجب على الجهات المختصة في وزارة الصحة والنقابات الطبية فتح تحقيق عاجل حول هذه الحادثة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء التي تهدد حياة الأبرياء.

نداء للمساعدة

إلى جانب الدعوة للمحاسبة، تحتاج أسرة الشغدري إلى دعم إنساني عاجل. فالأب المريض بالكلى غير قادر على العمل، ولديه عشرة أبناء بينهم روان التي لا تزال بحاجة إلى متابعة طبية بعد الكارثة التي تعرضت لها.

ندعو المنظمات الإنسانية والخيرية، ورجال الأعمال، وكل من يستطيع المساعدة، إلى مد يد العون لهذه الأسرة، سواء من خلال توفير علاج للأب، أو تقديم دعم مالي لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة.

حياة الفقراء ليست رخيصة!

ما حدث لروان الشغدري يجب أن يكون ناقوس خطر يستدعي إصلاح القطاع الصحي في اليمن، ومحاسبة المهملين، وضمان حصول الفقراء على رعاية طبية تحترم إنسانيتهم وكرامتهم. فحياة الفقراء ليست رخيصة، ويجب أن تتوقف الجرائم الطبية التي تُرتكب بحقهم في صمت.


Post a Comment

أحدث أقدم