صدى الواقع اليمني - كتب: محمد السفياني
أولا سورة الكهف هي مكية رقمها ( 18) تأتي قبل سورة مريم وبعد الاسراء عدد اياتها (110)آية وترتيب نزولها 69 تقع في منتصف المصحف وتناقش عدة محاور
المحور الأول.الحمد والثناء لله على إنزاله القرآن على نبيه ليس فيه عوجا وان مهمة الرسول التبشير والانذار
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ ﴿1﴾ قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا ﴿2﴾ مَّٰكِثِينَ فِيهِ أَبَدٗا ﴿3﴾ وَيُنذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗا ﴿4﴾ مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٖ وَلَا لِأٓبَآئِهِمۡۚ كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا.
المحور الثاني: لطف الله وعنايته بنبيه توضيح مدى المجهود الذي بذله باخع نفسك والبخع العظم في الرقبة الذي يذبح منه وهو يقول لنبيه انك تهلك نفسك اسفا على عدم ايمان قومك فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا ﴿6﴾ إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا ﴿7﴾ وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزًا
المحور الثالث :وهو محور الحفظ : يناقش هذا المحور قضية الاسئلة التي قدمهااليهود إلى كفار قريش ليسالوا بها الرسول وهي ماهي الروح ؟ ثانيا مابال فتية آمنو بربهم ؟. وعن رجل طاف الشرق والغرب
فكان جواب الرسول غدا سأتيكم برد واجابات على أسئلتكم لكن الوحي تأخر من أجل تعليمنا كيف يكون الرد على من يطلب شيء ليس عند ك بل هو عند غيرك وهو مايعرف اليوم بالجواب الدبلوماسي للسفراء لايعطون اجابات واضحة حتى يعودوا لحكومة بلدانهم فامر الله نبيه وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاْيۡءٍ إِنِّي فَاعِلٞ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿23﴾ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَهۡدِيَنِ رَبِّي لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَٰذَا رَشَدٗا ﴿24﴾ وكانه يقول معلما نبيه كيف تقول سأتيكم بالجواب غدا وهو ليس عندك أنت يوحى إليك انما أنا بشر مثلكم يوحى الي
ثم اورد الله قصة أهل الكهف والتي سميت السورة بها قال تعالى
أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا ﴿10﴾ فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا ﴿11﴾ ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا ﴿12﴾ نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى ﴿13﴾ وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا ﴿14
وبعد إن اورد الله كم لبثوا اورد الله اقوال الناس في اعدادهم رجما بالغيب ثم قال تعالى إن الله وحده اعلم بعددهم وإن الانبياء لايعلمون الغيب إلا من ارتضى الله
المحور الرابع: وهذا يناقش إدارة التنبؤ بالمخاطر: تمثلت بصاحب الجنة قال تعالى
وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا ﴿34﴾ وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا ﴿35. إذا لماذا تقول إنها لن تبيد وهناك جند الله من رياح تقلع وبراكين تحرق وامطار تغرق كيف يقول لن تبيد أبداً يجب أن يحسب للكوارث والمخاطر الانسان وفي مقدمة ذلك يكون على ايمان بالله
المحور الخامس: هذا نبي الله موسى عندما اراد الحكم رغم إنه نبي تربى في بيت الحكم الفرعوني لكنه لم يعطيه الله الحكم واورد هذه القصة ليقول لليهود هاهو نبي الله موسى لايعلم الغيب حتى علمه عبدنا الصالح كما إنه كان متسرعا في اطلاق التهم وتشريع الجناية واخل بالاتفاق مع الرجل الصالح ولم يستطيع صبرا ولذا لم يكن موسى ولا هارون عليهما السلام صالحين للحكم فقد عبدوا اليهودالعجل في عهدموسى وارتدوا ونبي الله هارون مسؤلا عليهم لم يستطع أن يردهم إلى عبادة الرحمن فهاهو يتفق مع العبد الصالح ليعلمه الحكم : قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا ﴿66﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا ﴿67﴾ وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرٗا ﴿68﴾ قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرٗا ﴿69﴾ قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِي فَلَا تَسۡـَٔلۡنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحۡدِثَ لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرٗا. وما إن خرق السفينة قال اخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا فقال له الرجل الصالح الم اقل لك لن تستطيع معي صبر ثم لقيا غلاما فقتله قال موسى للعبد الصالح لقد قتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال له الم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا وكان موسى قد تخلى عن الاتفاق الا يسأل حتى يحدث له ذكر بل أصبح يدون الحادثة ويقرر نوعها وهو يتعلم ولايحق له ذلك وفي المرة الثالثة لم يكن العبد الصالح عمل مخالفة للظاهر بل اقام جدار يريد أن ينقض فقال موسى لوشئت لاتخذت عليه اجرا طبعاً هذا اقتراح واصبح نبي الله موسى مستشارا وليس طالب علم فقال له هذا فراق بيني وبينك (قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا ﴿78﴾ أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا ﴿79﴾ وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا ﴿80﴾ فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا ﴿81﴾ وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا ﴿82
وهنا يقول الله لليهود هاهو نبيكم موسى لايعلم الغيب فلماذا تسالون نبي الله محمد عن الغيب ثم اورد الله قصة رجل عادل طاف الشرق والغرب إنه ذو القرنين قال تعالى:وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا ﴿83﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا ﴿84﴾ فَأَتۡبَعَ سَبَبًا ﴿85﴾ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا ﴿86﴾ قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا ﴿87﴾ وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا ﴿88
لقد بين هذا المقطع
محور الحاكم العالم المتمكن القوي النزيه العادل عالم حين عمل ردما حتي يأتي وعد الله متمكن حين استخدم زبر الحديد والقطر ولم يستطيعوا له نقبا النزيه حينما عرضوا عليه الخراج قال مامكنني فيه ربي خير عادل حينما عذب الظالم واحسن للصالح لهذا هو من تتوفر فيه صفات الحكم
ثم اختتمت السورة بمحور الاله واحد لاشريك له وفقنا الله إلى مايرضيه عنا حتى يعفو عن سيئاتنا ويهب لنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقينا عذاب النار.
إرسال تعليق