متابعات خاصة - صدى الواقع اليمني
حذرت الأمم المتحدة ومجموعات إغاثية من تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في السودان، حيث يعاني ملايين السكان من الجوع والمرض ونقص الخدمات الأساسية، وسط تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الكارثة الإنسانية في البلاد تتطلب 6 مليارات دولار، لكن لم يتم جمع سوى 4.2% من هذا المبلغ حتى الآن.
وأفادت بيانات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن أكثر من 30 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، بينما يعاني 24.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 3.7 مليون طفل دون سن الخامسة ونساء حوامل ومرضعات يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد. كما تفشت الأمراض والأوبئة، مع تسجيل أكثر من 5 آلاف حالة ملاريا في الخرطوم بين يناير وفبراير، وارتفاع حصيلة وفيات الكوليرا في ولاية النيل الأبيض إلى أكثر من 100 حالة.
وأكد محمود عبدالله، أحد العاملين في مجموعة شبابية تقدم خدمات الإغاثة في غرب أم درمان، أن أزمة الجوع تتفاقم بشكل كبير، حيث تعتمد 4 من كل 5 أسر على الوجبات اليومية التي تقدمها المطابخ الخيرية، والتي تقلصت قدرتها بنسبة 70% بسبب نقص التمويل وارتفاع أسعار الغذاء بنحو 40% منذ بداية رمضان.
وأضاف عبدالله: "بات مشهد طوابير الأواني الفارغة مفزعًا جدًا في ظل تقلص قدرة المطابخ الخيرية على تغطية كل المحتاجين الذين تتزايد أعدادهم يومًا بعد يوم".
أدى التدهور الصحي والبيئي إلى زيادة حادة في معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض، مع خروج 80% من مؤسسات القطاع الصحي عن الخدمة منذ اندلاع القتال في أبريل 2023. واتهمت نقابة أطباء السودان جهات أمنية بإعاقة تقديم الخدمات الطبية، مشيرة إلى اعتقال عدد من الأطباء والكوادر الصحية، مما يؤثر سلبًا على تقديم الرعاية للمدنيين.
رصدت منظمات حقوقية 1890 انتهاكًا ضد المدنيين حتى نهاية الأسبوع الأول من مارس، شملت قتلًا جماعيًا وإخفاءً قسريًا واعتقالات. وأكدت رحاب مبارك، عضو المكتب التنفيذي لمحامي الطوارئ، أن آلاف المدنيين أصبحوا ضحايا لانتهاكات صارخة للقانون الدولي، مشيرة إلى استمرار القصف في المناطق السكنية واعتقال الناشطين والأطباء في مدن مثل مدني والأبيض.
وتواجه البلاد أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع حاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ ملايين السودانيين من المجاعة والمرض وانعدام الأمن.
إرسال تعليق