خاص - صدى الواقع اليمني
في مشهد يعكس معاناة يومية يعيشها اليمنيون، شوهدت امرأة خمسينية تحمل أسطوانة غاز على كتفها وهي تتنقل بين محطات التعبئة في منطقة المعلا بمدينة عدن، تحت أشعة الشمس الحارقة في عزّ ظهيرة رمضان. المواطنون الذين شهدوا الحالة وصفوها بـ"المؤلمة"، حيث كانت المرأة، التي يقارب عمرها 50 عامًا، تبحث عن محطة لتعبئة الأسطوانة دون جدوى.
وقال شهود عيان: "في عزّ الظهيرة، والشمس ساطعة، ونحن صائمون في رمضان، شاهدنا امرأة كبيرة في السن تحمل أسطوانة غاز على كتفها، تتنقل من محطة إلى أخرى بحثًا عن التعبئة. للأسف، لم تجد ما تبحث عنه". وأضافوا أن بعض الشباب ساعدوها في حمل الأسطوانة إلى مكان ظليل، قبل أن تترك تجلس متكئة على جدار ساخن من حرارة الشمس.
وبحسب الرواية، جلست المرأة متأملة، وكأنها تنتظر معجزة تُملأ لها أسطوانتها، لكنها سرعان ما استيقظت على واقع مرير من التعب والإرهاق بعد مشوار طويل دون نتيجة. وقال أحد الشهود: "هي امرأة كبيرة في السن، تعبت من المشي والبحث، وفي النهاية لم تجد غازًا لتطبخ لأسرة ربما تنتظرها في المنزل".
أثار المشهد استياء وغضبًا بين المواطنين، الذين وصفوه بأنه "صورة أخرى من صور المعاناة التي يعيشها الناس في ظل أزمة الغاز المتكررة". وتساءل الكثيرون عن سبب عدم وجود حلول جذرية لأزمة الغاز، التي تتفاقم مع دخول شهر رمضان، حيث تزداد الحاجة إلى الوقود للطهي وإعداد الطعام.
تشهد مدينة عدن، مثل غيرها من المدن اليمنية، أزمة مستمرة في توفير الغاز المنزلي، حيث تعاني المحطات من نقص حاد في الإمدادات، مما يدفع المواطنين إلى الوقوف في طوابير طويلة أو البحث عن محطات بديلة، غالبًا دون نجاح. وتتفاقم الأزمة في رمضان بسبب زيادة الطلب، مما يجعل الحصول على أسطوانة غاز مهمة شاقة، خاصة لكبار السن والنساء.
دعا مواطنون الجهات المعنية إلى التدخل العاجل لحل أزمة الغاز، وتوفير إمدادات كافية تلبي احتياجات السكان، خاصة في شهر رمضان. كما طالبوا بإنشاء محطات تعبئة إضافية وتسهيل وصول المواطنين إلى الوقود دون معاناة.
مشهد المرأة الخمسينية التي تحمل أسطوانة غاز تحت الشمس الحارقة يبقى صورة صادمة تذكر بمعاناة الناس اليومية، وتستدعي تحركًا سريعًا لإنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها.
إرسال تعليق