صدى الواقع اليمني- تقرير: حسين الشدادي
في حادثة مأساوية هزت مركز مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، أقدم الشاب عبدالرحمن محمد قاسم القدسي، من منطقة يفرس، على إلقاء قنبلتين على منزل والد زوجته، وذلك بعد خلاف نشب بينه وبين زوجته التي قررت العودة إلى منزل والدها. الحادثة التي أثارت استياءً واسعاً بين سكان المنطقة خلفت أضراراً مادية كبيرة وألحقت خسائر جسيمة بمصدر رزق أسرة والد الزوجة.
الخلفية
تعود تفاصيل الحادثة إلى مساء يوم السبت الماضي، عندما حدث خلاف بين الشاب عبدالرحمن وزوجته أدى إلى قيام الزوجة بالذهاب إلى منزل والدها في منطقة يفرس. وبعد فترة من الزمن، وبسبب عدم قدرتها على التوصل إلى تسوية مع زوجها، قررت البقاء مع عائلتها، ما أثار غضب الزوج الذي قرر الانتقام بهذه الطريقة العنيفة.
في تصرف غير مسؤول وغير مبرر، قام عبدالرحمن بإلقاء قنبلتين على منزل والد زوجته، ما أسفر عن انفجارات قوية تسببت في دمار كبير في المبنى. وقد كانت الأضرار واضحة في كافة أرجاء المنزل، خاصة في مناطق المعيشة والتخزين، بالإضافة إلى إصابة العديد من المواشي التي كانت تستخدم في رعي أسرته وتعتبر مصدر رزق رئيسي له.
الأضرار المترتبة
أدت الانفجارات إلى وفاة عدد من المواشي التي كانت تعيش في فناء المنزل، ما ترك أسرة والد الزوجة في حالة من الفجيعة. فهذه المواشي كانت مصدر دخل أساسي يعول عليه صاحبها في تلبية احتياجات أسرته اليومية، لتفاجأ الأسرة بتدمير هذا المورد بسبب تصرف غير عقلاني من زوج ابنتهم.
وأكد أحد أقارب والد الزوجة في حديث خاص لصحيفة "صدى الواقع اليمني" أن هذه الحادثة تركت الأسرة في حالة من الصدمة، خصوصاً أن المواشي كانت تمثل حياتهم الاقتصادية، وقد عملوا لسنوات طويلة لتربيتها.
التحقيقات الأمنية
على الفور، وبحسب ما أفادت مصادر أمنية في المنطقة، قامت شرطة يفرس بقيادة المقدم سمير السبئي بالتحرك السريع بعد وقوع الحادثة. حيث تم القبض على الجاني عبدالرحمن محمد قاسم القدسي وإيداعه في سجن قسم شرطة يفرس على ذمة التحقيقات.
وقال المقدم سمير السبئي في تصريح خاص للصحيفة: "تمكنت قوات الشرطة من القبض على الجاني بعد ساعات من وقوع الجريمة، وتم نقله إلى السجن فور إتمام الإجراءات الأولية". وأضاف أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد كافة ملابسات الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
حوادث مشابهة في المنطقة
تعد هذه الحادثة واحدة من سلسلة حوادث متكررة في منطقة يفرس مركز مديرية جبل حبشي، حيث غالباً ما يشهد سكان المنطقة أعمال عنف مشابهة على خلفيات خلافات أسرية، سواء في شكل مشاجرات أو حوادث مؤسفة كالحادثة الأخيرة.
ويدعو عدد من الناشطين المحليين إلى ضرورة تكثيف جهود التوعية المجتمعية بشأن مخاطر العنف الأسري وتوعية المواطنين بحقوقهم القانونية في حال تعرضهم للتهديدات أو العنف. كما طالبوا بتعزيز الدور الأمني في المناطق التي تشهد تزايداً في حوادث العنف.
الآراء المحلية
في حديث للصحيفة مع بعض السكان المحليين في منطقة يفرس، قال أحد الجيران إنهم شعروا بالقلق البالغ عند سماع الانفجارات، حيث لا يُتوقع أن تحدث مثل هذه الحوادث في هذه المناطق الهادئة. وأضاف: "نعيش هنا في جو من الأمان، ولكن هذه الحادثة جعلت الجميع يشعر بالخوف على أنفسهم وأسرهم".
وتنقل الصحيفة تصريحات بعض السكان الذين عبروا عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث. أحدهم أكد أنه في كل مرة يحدث فيها خلاف عائلي، يختار البعض اللجوء إلى العنف كأسلوب لحل النزاع، وهو ما يعكس ضعف مستوى الوعي القانوني بين بعض أبناء المنطقة.
الدور المطلوب من السلطات المحلية
من جانبهم، شدد عدد من المهتمين بالشأن المحلي في تعز على ضرورة تكثيف الجهود التوعوية لضمان الحد من حوادث العنف في المناطق الريفية مثل يفرس. كما طالبوا بتفعيل الدور القضائي بشكل أكبر وتقديم المحاكمة العادلة للمسؤولين عن هذه الحوادث، بحيث يتم محاسبة كل من يقدم على انتهاك حقوق الآخرين.
وفي سياق متصل، أكد الناشطون على أهمية تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي للحد من هذه الظواهر، والعمل على نشر ثقافة الحوار والتفاهم بدلاً من استخدام العنف وسيلة لحل النزاعات.
تعكس هذه الحادثة المؤسفة في يفرس مشكلة أوسع تتعلق بالعنف الأسري في بعض المناطق الريفية في اليمن. وفي ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، يبرز دور السلطات المحلية في اتخاذ إجراءات جادة للحد من هذه الظواهر السلبية، بينما يبقى الأمل قائماً في أن يتم تكثيف الجهود التوعوية والتثقيفية لمجتمع يعاني من صراعات داخليه وعنف مستمر.
إن حوادث مماثلة تمثل إنذاراً للمجتمع، لتكون بداية لمسار توعوي طويل الأمد يشمل كافة جوانب الحياة الأسرية والاجتماعية في المناطق اليمنية.
إرسال تعليق