صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني
ربما يكون اجتماع القمة العربية الخماسية في الرياض يوم غدٍ الخميس إقرارًا لخطة مصر حول إعادة بناء غزة، مع بقاء الفلسطينيين في القطاع، بحيث يُقسَّم القطاع إلى ثلاثة أقسام، ويتم تنفيذ ذلك خلال خمس سنوات، بدءًا من رفح. وهذا يستدعي تقدير الموقف العربي الصعب جدًا في مواجهة الأطماع الاستعمارية الجديدة، مما يجعل الشعب العربي يطرح العديد من التساؤلات، ومنها:
ماذا عن لبنان؟ هل ستنسحب إسرائيل من لبنان أم لا؟ وماذا لو رفضت الانسحاب الكامل؟ أليس من واجب القمة العربية أن تبحث هذا الأمر؟
ماذا عن سوريا؟ أليس من الواجب على القمة أن تناقش خروج إسرائيل من الأراضي السورية، بحيث تُحصر المشكلة في فلسطين، مما يسهل حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية؟
ألا يتطلب هذا الموقف وحدة الصف الفلسطيني تحت كيانٍ واحدٍ ودولةٍ واحدة؟
ألم تعارض إسرائيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؟
ألم تسارع إلى بناء اتفاقات جانبية مع كيانات من المقاومة حتى لا تعترف بالدولة الفلسطينية؟
ألم تخطط إسرائيل للقيام بالأمر نفسه في لبنان وسوريا؟
لذا، يجب أن تكون الدولة الفلسطينية حاضرة لتمثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني، لأن إسرائيل تسعى للتنصل من جميع الاتفاقيات التي وقعتها مع الدولة الفلسطينية وتحاول التهرب من تنفيذ القرارات الدولية. كما أنها تسعى يائسة إلى افتعال المشاكل والحروب والحيل، في محاولة منها لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، لكن مصر كانت مدركة لهذا الأمر منذ الوهلة الأولى، فتحية لدورها القومي والوطني المتميز.
واليوم، في ظل تسابق دولي وإقليمي على ميناء بورتسودان السوداني المرتبط بميناء جدة، ألا يشكل هذا التسابق خطرًا على أمن السعودية والأمن القومي العربي؟
ماذا عن السباق الروسي-الأمريكي-الإيراني حول هذا الميناء؟
ألم يصرح وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، بشأن الاتفاق مع الروس على القاعدة العسكرية؟
ألم يصرح الروس بأنهم أنقذوا السودان من التدخل البريطاني، الذي كان يسعى لاحتلال السودان؟
ألم يتم توقيع اتفاقية بشأن العلاقة مع إيران، تقضي بدخول مواطني البلدين دون تأشيرات؟
ألم يرتبط السودان بعلاقة مع إسرائيل؟
ألم تُتهم قوات الدعم السريع بتلقي دعمٍ من فاغنر؟
هل سيتم التوقيع على اتفاقية لإقامة قاعدة عسكرية إيرانية في ميناء بورتسودان مقابل ميناء جدة الإسلامي؟
وهل صحيح أن أمريكا أبلغت السودان بنيّتها إقامة قاعدة عسكرية هناك، بزعم حماية أمن البحر الأحمر والملاحة البحرية الدولية؟
أليست هذه القاعدة قريبة من باب المندب؟
ألا يهدد هذا التواجد العسكري كلاً من مصر والسعودية واليمن؟
أخشى أن يجد العرب أنفسهم، كعادتهم، يبررون ما سيحل بهم بشكوى قائلين: "خدعونا، غشّونا، أخذونا على غفلة". لذا، يجب أن يكون هناك ملف يضم جميع هذه التساؤلات، لمناقشتها مع الأطراف المتحاورة، وعلى رأسها الولايات المتحدة (ترامب) وروسيا (بوتين). كما يجب إثارة هذه القضايا عبر الصحافة والقنوات الفضائية، للحصول على إجابات واضحة وصادقة وصريحة، تضمن حماية الأمن القومي العربي.
فهل من مُدَّكر؟
إرسال تعليق