صدى الواقع اليمني: أيمن صلاح الطاهري
مع اقتراب شهر رمضان، تشهد أسواق مأرب ازدحاماً غير مسبوق، حيث تكتظ المحلات التجارية والصرافات ومحلات الخضروات والملابس بالمتسوقين الذين يحاولون تأمين احتياجات الشهر الكريم، وسط أزمة اقتصادية خانقة جعلت الأسعار تحلق بعيداً عن متناول الكثيرين
في كل زاوية من السوق، تجد مشهداً متكرراً زحامٌ شديد، وأصوات الباعة تعلو بين الحشود، ووجوهٌ متعبة تبحث عن أفضل العروض بأقل التكاليف، لكن الصدمة الكبرى تأتي عند معرفة الأسعار المواطن "ع ن ص"، الذي كان يشتري حاجياته بصعوبة، يعبر عن استيائه قائلاً "كنا نشتري كيس الدقيق بسعر أقل بكثير، أما الآن فقد تضاعف السعر تقريباً، ومع تراجع الدخل أصبح الأمر مرهقاً لنا كأسر محدودة الدخل"
أما التجار، فهم أيضاً ليسوا في وضع أفضل، فالتاجر "م م ص" ، صاحب محل للمواد الغذائية، يشير إلى أن الزبائن يدخلون ويسألون عن الأسعار ثم يغادرون دون شراء، موضحاً أن "الأوضاع الاقتصادية جعلت الناس تكتفي بالضروريات فقط، ومع ذلك يجدون صعوبة في تأمينها"
ومع استمرار تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، يزداد الضغط على المواطنين، حيث لم يعد الدخل قادراً على ملاحقة ارتفاع الأسعار الجنوني، وأصبح التسوق في رمضان معاناة يومية بدلًا من أن يكون استعدادًا روحانيًا لشهر الصيام
ورغم أن الأسواق تبدو ممتلئة بالحركة، إلا أن ذلك لا يعكس رخاءً اقتصادياً بقدر ما يعكس محاولات يائسة للبحث عن الاحتياجات الأساسية بأقل الخسائر فهل يكون هناك تدخل جاد للحد من هذه الأزمة، أم أن المواطنين سيظلون يدفعون الثمن وحدهم؟
إرسال تعليق