صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني
واقع أوكرانيا اليوم حبيسة اللفاف، وهي تعني الأحمق الغبي. هل المبرع الأمريكي الذي يفقد أي ثقة في تعاملات الدول مع أمريكا عندما يصرح بأنه سيقوم بتوقيع صفقة المعادن مع زيلينسكي ليستعيد جزءًا مما قدمته أمريكا منحًا لأوكرانيا؟ أما القروض، سيتم دفعها حسب اتفاقية القرض. لكن مستشار ترامب إلى روسيا وأوكرانيا قال بأن المعادن هي مقابل الجهود المبذولة لإيقاف الحرب وحل المشكلة. في الوقت الذي يصرح ماكرون إنه سيقدم ضمانات لأوكرانيا بعدم تركها لروسيا فريسة سهلة في أي وقت، بل إن ترامب يطالب أن تدفع المنح بشيكات ويسدد القرض على مراحل. فيما المعادن الثمينة هي أتعاب جهوده في إيقاف الحرب، ستذهب لمشروع استثماره مع إيلون ماسك في الذكاء الاصطناعي باسم نجله بارون ويليام ترامب (Barron Trump). فهل كما أصدر بايدن قرار حصانة لنجله، سيصدر قرار حصانة بالمثل؟ في الوقت الذي تسعى أوروبا إلى إنقاذ أوكرانيا مما أوقعوها فيه من الرمضاء الروسية، سلموها النار الأمريكية.
الموقف الأوروبي
إن أوروبا باخعة نفسها من الوضع الذي كشفها الأمريكان أمام روسيا والعالم بعد أن أفرغت مخازنها وخططت من أجل الوصول إلى تقاسم الثروة الروسية، خاصة وقد صرفوا مبالغ من الأموال الروسية المجمدة لديهم بسبب العقوبات الأمريكية الأوروبية على روسيا. والآن أمريكا تقف ضد قرار يدين روسيا وتقدم قرارًا تم اعتماده من مجلس الأمن، امتنعت عن التصويت بريطانيا وفرنسا، وصوت المجلس بعشر دول على مشروع القرار الأمريكي. ويصرح الأمريكي بأنه مستعد للذهاب إلى روسيا من أجل لقاء بوتين. فماذا جنت أوروبا سوى زيادة رسوم ضريبية على بضائعها الصادرة إلى الأسواق الأمريكية؟ وهي تعاني من أزمة في كمية السلاح التي لديها في مخازنها حسب تصريح ترامب، بالإضافة إلى نشوء نمور آسيوية أكثر تقدما على أوروبا مثل كوريا الجنوبية واليابان ونمو سريع لاقتصاد الصين والهند. فيما تم إخراج فرنسا من إفريقيا لتحل محلها أمريكا شريكًا للصين وروسيا. كل هذا يجعل أوروبا في وضع اقتصادي سيئ وخطير باستثناء ألمانيا ودولتين إلى جانبها. والآن من سيبني ما دمر في أوكرانيا؟ وكم الكلفة؟ وكم يحتاج من الوقت؟ وكيف يمكن للاقتصاد الأوكراني التعافي؟ وهل سيتم ضمها إلى الناتو؟ وهل ستعود الحرب إذا تم ضمها؟ وماذا لو كانت أوكرانيا احتفظت بعلاقتها مع روسيا بدلاً من الهرولة نحو الغرب؟ لم أرى موقفًا أذل مما وصل إليه زيلينسكي وحكومته في ظل ابتزاز أمريكي وخذلان وعجز أوروبي... البلاد في دمار وربع مليون من القتلى والجرحى، وأرضه الواقعة تحت الروس لن تعود. وبريطانيا تحاول أن تفرض على الروس عقوبات في تناقض مع رفض صيني صريح، فيما يناقض القرار البريطاني موقف أمريكا التي تحاول رفع الحصار وإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا. فهل سيختلف الأمريكي مع بوتين؟ وهل سيأخذ ثلاثمائة مليار دولار من أموال روسيا الاتحادية المجمدة كما صرح بها؟ وهل ستذهب إلى خزينة الدولة أم إنها أتعاب جهوده في حل القضية الأوكرانية وستذهب إيرادًا لمشاريعه الخاصة؟ وماذا عن علاقته بالعرب؟
العلاقات العربية
القضية الفلسطينية تأتي في صدارة قضايا الأمة العربية التي تمثل السبيل لاستقرار وأمن وسلام منطقة الشرق الأوسط وضمانًا لمصالح الغرب والشرق والعالم. وبالإضافة، يجب أن يبحث العالم كيفية إعادة بناء اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وفلسطين... فما حدث بهذه الدول شارك الغرب والشرق في الدمار سواء بالحرب أو بدعم الحرب. وهناك قضية المياه العربية مع تركيا وإسرائيل وإثيوبيا والتي تستدعي معرفة ما هو موقف كل من الصين وروسيا الداعمتين لإثيوبيا في بناء سد النهضة من الأضرار التي تعاني منها مصر والسودان بسبب سد النهضة؟ وهل يمكن أن يكون هناك موقف صريح للدولتين تجاه ذلك؟ لا نريد دعوة مراشة وصوت ضعيف. وكيف يمكن للموقف العربي أن يدعم جمهورية مصر العربية التي تحيط بها الحروب من كل الجهات وتستهدف مصر من إسرائيل وإثيوبيا ومن دول الأطماع الاستعمارية؟ لكن موقف مصر العربي المشرف المميز على مدى التاريخ يجعل لها دينًا في دم كل عربي. فلمصر منا كل التقدير قيادةً وشعبًا. تحيا جمهورية مصر العربية شامخة لا تغلب ولا نامت أعين الجبناء..... فهل من مدكر؟
إرسال تعليق