جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

11 فبراير.. ثورة الحرية التي غيّرت اليمن!

صدى الواقع اليمني - كتب : حسين الشدادي

صورة تعبيرية


قبل 11 فبراير 2011، كانت اليمن تعيش استقرارًا نسبيًا، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهها نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، لم يكن البلد في أفضل حالاته، لكنه كان متماسكًا، وكانت الدولة حاضرة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية، كان المواطن العادي يستطيع العيش في بيئة مستقرة، وكانت الخدمات الأساسية متاحة رغم محدودية الإمكانيات.

إلا أن كل ذلك تغيّر مع أحداث فبراير، حيث استغلّ الطامعون في السلطة – بدعم خارجي وإعلامي – احتجاجات الشارع لإسقاط النظام، دون أن يقدّموا أي رؤية حقيقية لبناء الدولة، مما أدى إلى انهيار كل شيء، وتمهيد الطريق لميليشيات الحوثي لاجتياح البلاد والسطو على السلطة بقوة السلاح.

 لم يكن 11 فبراير سوى بداية الانحدار نحو أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ اليمن الحديث، شهدت البلاد انهيارًا في العملة، تفشي البطالة، وتراجع الاستثمارات، شركات أغلقت أبوابها، المشاريع توقفت، والقطاع المصرفي دخل في حالة اضطراب غير مسبوقة.

في ظل حكم الرئيس علي عبدالله صالح، ورغم الأزمات السياسية، كان الاقتصاد اليمني مستقراً نوعاً ما، وكانت الحكومة قادرة على دفع الرواتب بانتظام، أما اليوم، فقد أصبح المواطن عاجزًا عن تأمين احتياجاته الأساسية، في ظل انهيار الريال اليمني وارتفاع الأسعار الجنوني، بسبب تداعيات الحرب التي اندلعت نتيجة لما يسمى "ثورة 11 فبراير".

لم تكن أحداث 11 فبراير سوى مقدمة لانقلاب دموي أوصل ميليشيات الحوثي إلى السلطة، حيث استغلوا الفراغ الذي أحدثه سقوط النظام السابق للزحف نحو صنعاء والانقضاض على الدولة، خلال سنوات قليلة، تمكن الحوثيون – الذين كانوا مجرد جماعة متمردة في صعدة – من إسقاط العاصمة، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، وفرض حكمهم بالقوة، مدعومين بالسلاح الإيراني.

اليوم، يدفع اليمنيون ثمن هذا التمرد المسلح، الذي لم يكن ليحدث لولا انهيار الدولة بعد 11 فبراير.

الحرب التي أشعلتها هذه الأحداث لا تزال مستمرة، ومعها تستمر معاناة الملايين من اليمنيين الذين أصبحوا ضحايا لصراع لا نهاية له.

المفارقة الكبرى أن كثيرًا ممن شاركوا في أحداث 11 فبراير باتوا اليوم يتمنون لو أن الزمن يعود إلى الوراء، حتى الذين هللوا لإسقاط النظام في 2011 يعترفون الآن بأن اليمن كانت أفضل بكثير قبل هذا التاريخ، فهل كان سقوط صالح يستحق كل هذا الثمن الباهظ؟

الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، رغم كل الانتقادات التي وُجّهت إليه، كان قائدًا حافظ على تماسك الدولة لعقود، كانت اليمن في عهده تتمتع باستقرار سياسي وأمني، ولم يكن هناك وجود فعلي للميليشيات والجماعات الإرهابية بالشكل الذي نراه اليوم.

بينما يحاول البعض الاحتفال بيوم 11 فبراير، فإن الواقع يثبت أنه لم يكن يومًا للحرية أو الديمقراطية، بل كان بداية لمسلسل طويل من الفوضى والدمار، اليمن لم تحقق شيئًا من تلك "الثورة" المزعومة سوى الحروب والأزمات والانقسامات.

اليوم، وبعد 14 عامًا من الفشل، يجب أن يكون واضحًا للجميع أن 11 فبراير لم يكن سوى كارثة سياسية جرّت البلاد إلى جحيم مستمر، ولن تتعافى اليمن إلا عندما يتخلى الجميع عن أوهام الماضي، ويعترفون بأن الدولة لا تُبنى بالشعارات الفارغة، بل بالقوة والاستقرار، كما كان الحال في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.


Post a Comment

أحدث أقدم