جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

جامع الشيخ أحمد بن علوان: إرث تاريخي يشكو الإهمال والفساد وسط دعوات للحفاظ عليه وتطوير مرافقه

صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي




جامع الشيخ أحمد بن علوان في تعز يعد أحد أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في اليمن، ومركزاً روحياً وثقافياً يرتاده الزوار من شتى أنحاء الجمهورية لإحياء ذكرى الشيخ أحمد بن علوان، أحد أعلام التصوف الإسلامي. 

ورغم الأهمية التاريخية والروحية لهذا الجامع، فإنه يعاني من إهمال متواصل وفساد إداري يهدد مكانته ودوره. 

وفي حين أن أوقاف الجامع وفيرة وتغطي تكاليفه وأكثر، فإن الإهمال الإداري والفساد يحولان دون الاستفادة منها.

مطالب بتطوير مرافق الجامع

يطرح المهتمون بحماية هذا الإرث التاريخي مشروعاً مقترحاً لتطوير مرافق الجامع، وذلك بإنشاء مبنى جديد في الساحة القبلية للجامع يتكون من ثلاثة أدوار.

تفاصيل المشروع المقترح:

الدور الأول (البدروم): يُخصص للطبخ وإعداد الطعام لضيافة الزائرين في المناسبات والحوليات.

الدور الثاني والثالث: تُخصص كصالات لإطعام الزائرين وإقامة الفعاليات الاجتماعية مثل السهرات والمجالس.

المساحة المطلوبة متوفرة في الساحة القبلية للجامع، ويؤكد المعنيون أن الدعم المالي متوفر أيضاً، من خلال أوقاف الجامع المنتشرة في عموم الجمهورية اليمنية. 

ولكن المشكلة تكمن في سوء الإدارة وعدم تخصيص الأموال بالشكل الصحيح لخدمة الجامع ومرافقه.

فساد في إدارة أوقاف الجامع

تكشف التقارير أن الجامع يعاني من اختلاس ممنهج في المخصصات المالية الخاصة به. على سبيل المثال:

المخصص السنوي للحولية: تبلغ قيمته 25 ألف ريال سعودي، لكنه لا يصل كاملاً إلى القائمين على الجامع.

الاختلاس في المخصصات: يتم سرقة 12,500 ريال سعودي من المبلغ في مكتب الأوقاف والإرشاد في الحوبان بحجة إقامة حولية أخرى في جامع الجند.

المبلغ الذي وصل فعلياً: لم يتجاوز 11 ألف ريال سعودي، بينما تبلغ تكاليف غداء الضيوف وحده 13 ألف ريال سعودي، مما اضطر المنظمين لتحمل العجز من جيوبهم الخاصة.


في حين أن العشاء تم تغطيته بفضل أحد فاعلي الخير، إلا أن هذه التبرعات لا ينبغي أن تكون بديلاً عن حقوق الجامع التي يتم التلاعب بها سنوياً.

الأوقاف في الداخل والخارج: أموال لا يستفيد منها الجامع

يشير المهتمون بشؤون الجامع إلى أن له أوقافاً ممتدة في مختلف المحافظات اليمنية، وحتى خارج اليمن، لكنها تخضع لسيطرة وزارة الأوقاف والإرشاد الشرعية في مناطق الشرعية وأخرى تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

إهمال مزدوج:

في مناطق الشرعية، يعاني الجامع من الفساد الإداري وعدم تخصيص العائدات بالشكل المطلوب.

في مناطق سيطرة الحوثيين، يتم نهب أوقاف الجامع بالكامل، دون أي اهتمام بمصالح الجامع أو مكانته.

الحولية: حدث ديني وروحي يواجه تحديات سنوية

تُعتبر حولية الشيخ أحمد بن علوان مناسبة دينية واجتماعية بارزة، حيث يتقاطر إليها الزوار من مختلف المناطق لإحياء ذكرى الشيخ أحمد بن 
علوان، والاستفادة من الجوانب الروحية للحدث. 

لكن هذه الحولية تواجه تحديات كبيرة بسبب
 الفساد والإهمال، ومنها:

1. نقص التمويل: العجز في تغطية تكاليف الحولية، خاصة فيما يتعلق بالغداء والعشاء.


2. الإهمال الإداري: عدم متابعة احتياجات الحدث بشكل جاد من قبل الجهات المسؤولة.


3. التلاعب بالمخصصات: كما أشرنا سابقاً، يتم اختلاس نصف المبلغ المخصص للحولية.

دعوات للإصلاح والحفاظ على الجامع

أمام هذه التحديات، يدعو القائمون على الجامع وأبناء المجتمع إلى ما يلي:

1. تخصيص المخصصات المالية بالكامل: يجب وقف أي عمليات اختلاس أو تلاعب بالمخصصات، وضمان وصول الأموال كاملة للجامع.


2. إنشاء المرافق الجديدة: الاستفادة من المساحات المتوفرة في الجامع لتطوير مرافقه، بما يعزز دوره كوجهة دينية واجتماعية.


3. متابعة الأوقاف في الداخل والخارج: ضرورة تشكيل لجنة محايدة لمتابعة عائدات أوقاف الجامع في اليمن وخارجها، وضمان توجيهها لخدمة الجامع فقط.


4. محاسبة المسؤولين عن الفساد: يجب فتح تحقيق شامل في قضايا الفساد المرتبطة بالجامع، سواء في مكتب الأوقاف بالحوبان أو غيره.

جامع الشيخ أحمد بن علوان ليس مجرد مسجد، بل هو إرث تاريخي وروحي يمثل جزءاً من هوية اليمن الدينية والثقافية.

 إن استمرار الإهمال والفساد يعرض هذا الإرث لخطر التراجع والاندثار.

 لذلك، يجب على الجميع، من مسؤولين ومجتمع محلي، التحرك لحماية الجامع وضمان استمراره كمركز ديني وثقافي يخدم اليمنيين من كافة الأطياف.


Post a Comment

أحدث أقدم