صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي
قدم المقدم رامي رشيد الصباري، مدير شرطة مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، استقالته رسميًا، في خطوة مفاجئة تعكس استمرار التحديات الإدارية والمالية التي تعاني منها الأجهزة الأمنية في المديرية.
جاءت الاستقالة نتيجة لتجاهل المطالب الضرورية التي كانت تهدف إلى تمكين الشرطة من القيام بواجباتها وتقديم الخدمات الأمنية المطلوبة.
خلفيات الأزمة
تولى المقدم رامي الصباري قيادة شرطة جبل حبشي في مرحلة حساسة، حيث كانت المديرية بحاجة ماسة إلى تعزيز الأمن والاستقرار، خصوصًا في ظل التوترات التي تشهدها المحافظة.
ومنذ توليه المنصب، واجه الصباري تحديات كبيرة، منها نقص التمويل، ضعف التجهيزات اللوجستية، وانعدام الكادر البشري الكافي لتغطية نطاق المديرية جغرافيًا.
ورغم تقديمه خططًا واضحة لتحسين الأداء الأمني في المديرية، بما في ذلك تفعيل الدوريات وتعزيز التنسيق مع المجتمع المحلي، إلا أن المطالب العديدة التي رفعها للجهات المعنية قوبلت بالتجاهل المستمر.
أبرز المطالب المتجاهلة
1. تعزيز التمويل:
أشار المقدم الصباري في تقاريره إلى حاجة الشرطة إلى مخصصات مالية عاجلة لشراء الوقود للمركبات الأمنية، وتأمين الاحتياجات اليومية للعناصر.
2. توفير الدعم اللوجستي:
اشتكى من قلة المعدات الأساسية مثل السيارات المجهزة، وأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي تُعد ضرورية للقيام بالمهام الأمنية.
3. زيادة الكادر البشري:
أوضح أن قلة الأفراد في الشرطة يجعل من الصعب تأمين مناطق المديرية بشكل كامل، ما يترك فجوات أمنية خطيرة.
4. الاهتمام بالمرافق:
طالب بترميم وإصلاح مركز الشرطة الذي يعاني من تهالك البنية التحتية، حيث أشار إلى أن المبنى الحالي لا يصلح للعمل في الظروف الراهنة.
ردود الفعل على الاستقالة
أثارت استقالة المقدم الصباري موجة من ردود الفعل في أوساط المواطنين والمسؤولين على حد سواء.
فبينما عبّر المواطنون عن تعاطفهم مع الصباري، نظرًا لتفانيه في أداء مهامه رغم قلة الإمكانيات، اعتبر آخرون أن الاستقالة تمثل خطوة جريئة لتسليط الضوء على التحديات التي تعاني منها المديرية.
من جهته، قال أحد وجهاء المديرية: "المقدم الصباري كان مثالًا للقائد الحريص على أمن الناس، لكنه لم يجد الدعم اللازم من الجهات المعنية. استقالته صرخة في وجه الإهمال المستمر."
موقف السلطة المحلية
لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من السلطات المحلية في تعز حول استقالة الصباري.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الاستقالة تُسلط الضوء على مشكلات أوسع تعاني منها الأجهزة الأمنية في المحافظة، والتي تحتاج إلى معالجة جذرية لضمان استقرار الوضع الأمني.
دعوات للتدخل العاجل
طالب ناشطون ومواطنون في جبل حبشي الجهات العليا في الحكومة الشرعية بسرعة
التدخل لمعالجة الأوضاع الأمنية في المديرية.
ودعوا إلى توفير الدعم اللازم لمركز الشرطة، وتعيين قيادة جديدة تكون قادرة على استكمال المهام التي بدأها المقدم الصباري.
تُعد استقالة المقدم رامي رشيد الصباري مؤشرًا خطيرًا على التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية في تعز، وخصوصًا في مديرية جبل حبشي.
ومع استمرار التجاهل لمطالب الأمن، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتحرك الجهات المعنية لمعالجة الأوضاع قبل أن تتفاقم الأزمة الأمنية؟
إرسال تعليق