جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

صرخة إنسانية: معاناة سكان قرية السامقة المهمشة في ظل البرد القارس


صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي






تشهد قرية السامقة في مديرية المعافر بمحافظة تعز ظروفًا معيشية قاسية، حيث تعاني الفئة المهمشة من سكانها من برد الشتاء القارس الذي يهدد حياتهم ويزيد من تفاقم أوضاعهم المأساوية.

تُعد قرية السامقة واحدة من القرى الأشد فقرًا في المديرية، ويعيش سكانها في بيوت بدائية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، ومع حلول فصل الشتاء، تتفاقم معاناة هؤلاء السكان الذين يعجزون عن توفير وسائل التدفئة لأطفالهم، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض التنفسية والالتهابات التي أودت بحياة عدد من الأطفال خلال السنوات الماضية.

معاناة الفئة المهمشة

أوضح هيثم محمد سيف مقبل، عاقل قرية السامقة ورئيس اللجنة المجتمعية للفئة المهمشة في مديرية المعافر، أن القرية تعاني من غياب تام للدعم الإنساني والخدمات الأساسية التي توفرها المنظمات الإنسانية أو السلطة المحلية، وأشار إلى أن الأوضاع المعيشية الصعبة جعلت الأهالي غير قادرين على شراء وسائل التدفئة أو الملابس الشتوية لأسرهم.

وقال مقبل في تصريح خاص:
"البرد القارس يزيد من معاناتنا. الأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث تنتشر بينهم الأمراض والالتهابات نتيجة البرد الشديد وعدم توفر التدفئة، هناك عائلات بأكملها تنام تحت السماء المفتوحة لعدم توفر أسقف أو أغطية تقيهم من البرد. ونحن نناشد السلطة المحلية في المديرية والمحافظة، وكذلك المنظمات الإنسانية، بالتدخل العاجل لدعم هذه الفئة الاجتماعية الأشد ضعفًا."

غياب الدعم الإنساني

يشير مقبل إلى أن العديد من الأسر في القرية لا تملك حتى الحد الأدنى من مقومات الحياة اليومية، فضلًا عن التكيف مع برد الشتاء ويؤكد أن الأهالي يعتمدون على مساعدات ضئيلة تأتي من فاعلي الخير بين حين وآخر، ولكنها لا تكفي لتغطية احتياجاتهم المتزايدة.

ورغم وجود عدد من المنظمات الإنسانية التي تعمل في محافظة تعز، إلا أن الدعم المقدم لهذه الفئة يبقى محدودًا وغير كافٍ ويطالب مقبل بأن تتبنى هذه المنظمات برامج طارئة لمساعدة المهمشين في قرية السامقة، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية.

نداء للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية

توجه مقبل بنداء عاجل إلى محافظ محافظة تعز ومدير عام مديرية المعافر والسلطة المحلية، داعيًا إلى اتخاذ خطوات فورية لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية وأكد على أهمية تنسيق الجهود بين السلطات والمنظمات الإنسانية لتوفير:

مواد التدفئة والبطانيات.

ملابس شتوية للأطفال والأسر.

خدمات صحية عاجلة لمعالجة الأمراض الناتجة عن البرد.

تحسين البنية التحتية في القرية لتوفير مأوى آمن للسكان.


كما دعا إلى تنفيذ زيارات ميدانية لتقييم أوضاع القرية بشكل دقيق والعمل على تلبية احتياجات سكانها.

الأطفال الضحية الأكبر

يُعد الأطفال في قرية السامقة الفئة الأكثر تضررًا من هذه الظروف، حيث تتسبب درجات الحرارة المنخفضة في إصابتهم بأمراض تنفسية حادة، بعضها يؤدي إلى الوفاة. ويعاني الآباء من عجز كبير عن توفير الأدوية أو الرعاية الصحية المناسبة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.

رسالة أمل

يأمل سكان قرية السامقة أن تجد أصواتهم آذانًا صاغية لدى الجهات المسؤولة، وأن تُبذل جهود حقيقية لتحسين أوضاعهم. ويرى مقبل أن الحلول ليست مستحيلة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية وتكاتفًا بين الجميع لإنقاذ هذه الفئة من دائرة الفقر والمعاناة.

ويبقى الوضع في قرية السامقة نموذجًا مأساويًا يعكس معاناة الكثير من القرى المهمشة في اليمن، حيث تتداخل عوامل الفقر والإهمال وغياب الدعم الإنساني لتفاقم معاناة السكان. ومع تسليط الضوء على هذه القضية، يبقى الأمل معقودًا على تحرك سريع من الجهات المعنية لتقديم المساعدة وإنقاذ الأرواح التي تواجه خطر البرد والجوع.

Post a Comment

أحدث أقدم