صدى الواقع: تقرير: حسين الشدادي
شهدت منطقة يفرس مركز مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، اليوم الخميس، توافد مئات الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية لإحياء حولية العارف بالله صفي الدين الشيخ أحمد بن علوان.
وقد تميزت الفعالية بالروحانية العالية والتلاحم الشعبي، وسط حضور بارز لمشائخ وعلماء الصوفية الذين قادوا الاحتفالات بإنشاد الأذكار والمواويل المستوحاة من كلمات الشيخ أحمد بن علوان.
مسيرة روحانية تفتتح الحولية
بدأت فعاليات الحولية بمسيرة حاشدة انطلقت من محيط المسجد العلواني، حيث قطع الحضور مسافة كيلومتر على الأقدام مرددين الأذكار والأناشيد الروحية.
المسيرة جسدت أجواء من السكينة والتقوى، حيث علت أصوات المشاركين بأشعار وأدعية الشيخ أحمد بن علوان، الذي يُعتبر أحد أعلام التصوف في اليمن، ما خلق حالة من الترابط الروحي بين الحاضرين.
السيد العلامة الشيخ محمد أحمد السروري، مقدم الحولية، كان في طليعة المسيرة، وقادها بخطاب قصير ركز فيه على أهمية إحياء التراث الروحي للشيخ أحمد بن علوان ونشر قيم التسامح والمحبة التي دعا إليها.
فعاليات دينية وروحانية مستمرة
مع وصول المسيرة إلى الجامع العلواني، بدأت الفعاليات الرئيسية للحولية، التي تضمنت إلقاء محاضرات دينية تتناول حياة الشيخ أحمد بن علوان وتعاليمه، إضافة إلى إقامة موالد وابتهالات صوفية داخل المسجد.
وتستمر هذه الفعاليات حتى صباح يوم الجمعة، حيث من المتوقع أن يشهد المسجد أعداداً إضافية من الوافدين الذين يحرصون على المشاركة في الختم الروحاني والموالد.
دور أمني بارز
شهدت الحولية تنظيمًا أمنيًا محكمًا بإشراف مباشر من النقيب سمير السبئي، الذي لعب دورًا كبيرًا في تأمين الفعالية وحماية الوافدين من مختلف المحافظات.
وصرح النقيب السبئي قائلًا:
"لقد حرصنا على توفير بيئة آمنة للحضور وضمان سير الفعاليات دون أي عراقيل.
نفخر بتعاون الجميع من المشاركين وأبناء المنطقة لإنجاح هذه المناسبة الروحانية."
وقد لوحظ الانتشار المكثف لعناصر الأمن في كافة مداخل ومخارج المنطقة، إضافة إلى تنظيم حركة السير لتسهيل وصول الزوار وضمان انسيابية حركة المرور.
تراث وتاريخ في قلب الحولية
تُعد حولية الشيخ أحمد بن علوان من أهم المناسبات الدينية في اليمن، حيث تحمل في طياتها إرثًا روحيًا وتاريخيًا عميقًا.
الشيخ أحمد بن علوان، الذي عاش في القرن السابع الهجري، يُعتبر من أبرز علماء التصوف الإسلامي في اليمن والعالم العربي، واشتهر بدعوته للتسامح ونشر العلم والمحبة.
وقد عبّر عدد من المشاركين عن سعادتهم بالمشاركة في الحولية، مشيرين إلى أنها تُشكل فرصة للتواصل مع التراث الديني والروحي للشيخ أحمد بن علوان.
وقال أحد الحاضرين:
"نأتي كل عام إلى يفرس للمشاركة في هذه الحولية لأنها تجدد فينا معاني الإيمان والمحبة، وتُذكرنا بتعاليم الشيخ أحمد التي لا تزال تعيش في قلوبنا."
أهمية الحدث في ظل التحديات الحالية
في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن، تأتي حولية الشيخ أحمد بن علوان كمناسبة تُجدد الأمل لدى اليمنيين وتعزز الوحدة بينهم.
كما تُظهر الحولية التلاحم الشعبي بين كافة شرائح المجتمع اليمني، بعيدًا عن الاختلافات السياسية والجغرافية.
تطلعات المستقبل
مع استمرار فعاليات الحولية حتى يوم غد الجمعة، يأمل أبناء يفرس والحاضرون أن تسهم هذه المناسبة في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموروث الديني والثقافي في اليمن، لا سيما ما يتعلق بتاريخ وشخصية الشيخ أحمد بن علوان.
ويُذكر أن الجامع العلواني، الذي يُعد من أبرز المعالم التاريخية والدينية في المنطقة، يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والترميم.
وقد سبق أن زارت وفود رسمية ومنظمات دولية الجامع لمناقشة خطط إعادة تأهيله.
ختام روحي وجماهيري
تختتم الحولية صباح الجمعة بختم روحاني وابتهالات جماعية، وسط توقعات بمشاركة قياسية من الحضور.
ومن المؤكد أن هذه المناسبة ستظل رمزًا للتلاحم الروحي والتاريخي الذي يجمع اليمنيين حول إرثهم الديني والثقافي العريق.
إرسال تعليق