صدى الواقع - كتب : محمد محمد السفياني
الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وطيب ثراه عرف الصوفي بأنه: من صفى قلبه مع الله فصفاه الله.
ومن هنا جاءت كلمة صوفي. وأنكر ما ادعاه البعض بأن كلمة صوفي جاءت من الصوف لأن الذين كانوا صوفيين يلبسون الصوف.
البعض أرجعهم إلى الصحابة أصحاب الصفة في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
لكن الشيخ الشعراوي وهو إمام حجة دفع بعدم صحة ذلك. فيما عرف العالم خالد محمد خالد رحمه الله التصوف في كتابه "قصتي مع التصوف" بأنه دع وتعال، أي دع الدنيا وتعال إلى الله. هذا مؤلف كتاب "رجال حول الرسول" وهو مرجع عند الكل.
كما أن الإمام أحمد بن حنبل التقى بالشيخ الحسن البصري وكانوا قد وشوا بالأخير عند الخليفة. وعندما زاره الإمام أحمد بن حنبل تناقشا، فخرج أحمد بن حنبل وعندما سألوه أجاب: "ما نعلمه بالنقل يعلمه بالعقل".
ثم قال الإمام أحمد بن حنبل: "لقد وجدت في التصوف كما قال الشافعي ومالك وأبو حنيفة: (حبب إليّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف). ثم قال: (لا أعلم أقواماً أفضل منهم)."
وهناك من عرف التصوف بالزهد ومنهم من عرفه بالإحسان وهو في الحديث مرتبة أعلى من الإسلام وهو ما يعرف باستقامة الضمير ونزاهة المسؤولية.
بل كانت هناك قاعدة عند أهل التربية القويمة تقول: علم ابنك وأنشئه على زهد الصوفي وشدة الفقيه وعقل الباحث المحقق.
صحيح أن الشيخ أبي حامد الغزالي نشأ في عهد حكم الدولة السلجوقية، وبعد ذلك أتى من كالوا له التهم فرحلوا وبقيت مؤلفاته، أهمها "إحياء علوم الدين" الذي يستحيل استغناء أي باحث أو فقيه أو قاضي أو خطيب عنها.
ولذا يعرف أولياء الله بأنهم أهل الإيمان والتقوى الذين وحدوا الله، واستقاموا على دينه، فأدوا فرائضه، وتركوا مناهيه، وزهدوا عن الدنيا وقدموا الحسنى وزيادة.
هؤلاء هم أولياء الله، وهم أهل الإيمان.
هناك أكبر ولاية في تركيا هي ولاية قونية. أكبر الولايات التركية من حيث المساحة، ومن أقدم مدن منطقة الأناضول، فقد كانت عاصمة للسلجوقيين والمتصوفين.
يطلق عليها الأتراك مدينة مولانا، لوجود ضريح جلال الدين الرومي العالم الصوفي والشاعر. وبغض النظر عن خروج بعض الطرق وشطحاتها، هناك خروج عدد من الجماعات السنية وعدد من الفرق الشيعية.
لذا يظل التصوف العلواني هو جمع بين الظاهرية والباطنية وأهل العقل والنقل. كل كتبه من "التوحيد الأعظم" و"الفتوح" و"المهرجان" وكتابين "واحدية الرسالة" و"مقامات الأنبياء والأولياء" موجودة لدى المتحف البريطاني. بالإضافة إلى بعض قصائد له عند بعض شيوخ التصوف السلجوقية.
مع العلم أن الشيخ أحمد بن علوان كان يجيد عدد من اللغات، يتضح ذلك من بعض قصائده التي تضمنت العديد من الكلمات الفارسية والتركية والسريانية، والأخيرة هي لغة عربية عاربة.
في عهد الدولة الأموية تحولت إلى لهجات في العراق والشام واليمن.
لذا نريد إحياء التراث التاريخي الجامع لتعز واليمن، ونريد أن نحدد مبادئ الخطاب المستقبلي الجامع لكل اليمنيين.
الصوفي موجود في تعز وفي حضرموت وعدن وصنعاء وتهامة، بل وفي صعدة وحجة وفي كل أنحاء اليمن.
لأنه ليس لديه أحكام مسبقة على الآخرين، وليس معه مشكلة مع ناقدي طرقه ولم يخوضوا في الحروب.
لذا هو صاحب خطاب جامع وهو ما نسعى إليه إن كنا نريد وحدة الشعب اليمني واستقراره... فهل من مدكر؟
إرسال تعليق