جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم مع تفشي الكوليرا وارتفاع حالات النزوح

صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي



 
في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمن منذ سنوات، تواصل المنظمات الدولية تسليط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب اليمني، خاصة مع تفشي الأمراض وارتفاع حالات النزوح بسبب الكوارث الطبيعية وتداعيات الصراع المستمر. 

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، شهد اليمن خلال العام الماضي (2024) تفشياً واسعاً لمرض الكوليرا، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف من السكان بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة.


 تفشي الكوليرا: أرقام صادمة


سجلت الأمم المتحدة ما يقارب 880 حالة وفاة وأكثر من 200 ألف إصابة بمرض الكوليرا في اليمن خلال العام الماضي. 

وبحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، تم توثيق أكثر من 260 ألف حالة إصابة بالكوليرا و879 حالة وفاة منذ يناير 2024 وحتى نهاية العام. وشمل التقرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية وكذلك المناطق الواقعة تحت نفوذ الحوثيين، مما يؤكد انتشار المرض في جميع أنحاء البلاد دون تمييز.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن اليمن سجل أعلى معدل إصابة بالكوليرا على مستوى العالم خلال العام الماضي، وهو ما يعكس تدهور الوضع الصحي في البلاد بسبب انهيار البنية التحتية الصحية ونقص المياه النظيفة وتردي الظروف المعيشية.

 النزوح: تداعيات الكوارث الطبيعية والصراع

إلى جانب الأزمة الصحية، يواجه اليمن أزمة نزوح كبيرة بسبب الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ وتداعيات الصراع المستمر. 

وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أدت هذه العوامل إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص من مناطقهم الأصلية خلال العام الماضي. 

وتشير التقارير إلى أن الأمطار الغزيرة التي ضربت محافظة حجة في منتصف العام الماضي أدت إلى تدمير مئات المنازل وخيام النازحين، مما أجبر الآلاف على الفرار من مساكنهم.

كما وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 130 فرداً خلال أسبوع واحد فقط، فيما رصدت منظمة الهجرة الدولية في تقريرها الأسبوعي نزوح 23 أسرة يمنية، تمثل 138 فرداً، خلال الفترة من 19 إلى 25 يناير 2025.

 وجاءت حالات النزوح هذه من محافظات الحديدة وتعز وصنعاء، واستقرت في محافظات مأرب والحديدة ولحج.


 الأزمة الإنسانية: أرقام مرعبة


في وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث من المتوقع أن يحتاج ما لا يقل عن 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية خلال العام الحالي (2025). 

وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها البالغ إزاء وضع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بالإضافة إلى الفئات الأكثر تهميشاً مثل النساء والفتيات والنازحين الذين يقدر عددهم بنحو 4.8 مليون شخص.

وأكدت جويس مسويا، نائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمام مجلس الأمن الدولي أن "الشعب اليمني ما زال يواجه أزمة خطرة على الصعيدين الإنساني وحماية المدنيين". 

وأوضحت أن تقديرات النداء الإنساني لعام 2025، الذي سيتم نشره قريباً، تشير إلى تفاقم الأزمة، حيث سيحتاج 19.5 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، بزيادة قدرها 1.3 مليون شخص عن عام 2024.


 الصحافة اليمنية: دور "صدى الواقع" في الرصد والتوثيق


في خضم هذه الأزمات المتعددة، لعبت الصحافة اليمنية دوراً مهماً في رصد وتوثيق الأحداث الإنسانية والصحية في البلاد. 

وتبرز صحيفة "صدى الواقع" كواحدة من المنصات الإعلامية التي وثقت بدقة تفاصيل الأزمة الإنسانية في اليمن، من خلال تغطيتها الشاملة لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى نقلها الميداني لمعاناة النازحين والمتضررين من الكوارث الطبيعية والصراع.

وتمكنت "صدى الواقع" من تسليط الضوء على قضايا حساسة مثل تفشي الكوليرا وارتفاع حالات النزوح، مما ساهم في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى حجم المعاناة التي يعيشها اليمنيون. 

كما قدمت الصحيفة تحليلات معمقة لأسباب الأزمة الإنسانية وتداعياتها، مع التركيز على ضرورة توفير الدعم الدولي العاجل لإنقاذ ملايين اليمنيين من خطر المجاعة والمرض.

وتستمر الأزمة الإنسانية في اليمن في التفاقم، حيث يواجه ملايين اليمنيين تحديات كبيرة تهدد حياتهم اليومية. 

ومع تفشي الأمراض مثل الكوليرا وارتفاع حالات النزوح بسبب الكوارث الطبيعية والصراع، تزداد الحاجة إلى تدخلات إنسانية عاجلة من قبل المجتمع الدولي. 

وفي هذا السياق، يبرز دور الصحافة اليمنية، وخاصة صحيفة "صدى الواقع"، في نقل معاناة الشعب اليمني وتوثيق الأزمات التي يعيشها، مما يساهم في لفت انتباه العالم إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

Post a Comment

أحدث أقدم