صدى الواقع اليمني: موسى المليكي
بعد فضيحة البنزين المغشوش التي هزت الأسواق مؤخرًا، تكشف مذكرة رسمية عن تورط شركة النفط بصنعاء في فضيحة مماثلة تتعلق بمادة الديزل، الوقود الحيوي لتشغيل شاحنات النقل الثقيل والمعدات الثقيلة ومولدات الكهرباء.
وبحسب المذكرة الصادرة عن مدير عام كهرباء الجوف بتاريخ 4 ديسمبر 2024 والموجهة إلى مدير عام شركة النفط بصنعاء، تم إيقاف تفريغ قاطرة ديزل مخصصة لكهرباء الجوف لاحتوائها على كميات غير مقبولة من الأوساخ والشوائب والرواسب.
وتوضح المذكرة أن القاطرة التي كانت تحمل قرابة 46 ألف لتر من الديزل، توقف تفريغها بشكل مفاجئ بسبب تعطل مضخة الشفط والعداد نتيجة لتلوث الوقود.
وتحذر إدارة كهرباء الجوف في مذكرتها من أن استخدام هذا الديزل الملوث سيؤدي إلى أضرار جسيمة في مولدات الكهرباء وإخراجها عن الخدمة، مما سيكبد المؤسسة غرامات باهظة، مشيرة إلى حوادث مماثلة سابقة تسببت في أعطال بسبب رداءة الوقود.
وتشدد المذكرة على حساسية الوضع في محافظة الجوف التي تشهد موسمًا زراعيًا، محذرة من أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤدي إلى خسائر فادحة للمزارعين، فضلًا عن الوضع السياسي الخاص للمحافظة.
وقد اعتذرت إدارة كهرباء الجوف عن تفريغ القاطرة الملوثة وأكدت رفضها استقبال أي شحنات ديزل غير مطابقة للمواصفات حرصًا على استمرار عمل المحطة وتجنب خروجها عن الخدمة.
ويثير هذا الكشف تساؤلات جدية حول الرقابة على جودة المشتقات النفطية التي يتم توريدها إلى الأسواق، خاصة وأن المذكرة تشير إلى أن شحنات الديزل المغشوش ربما تكون قد سبقت فضيحة البنزين، لكنها لم تلقَ نفس القدر من الاهتمام. وتستدعي هذه الواقعة فتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف المتورطين في هذه الممارسات التي تهدد القطاعات الحيوية والاقتصاد الوطني.
إرسال تعليق