جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

انتهاك حقوق المهمشين في تعز: حادثة تكشف تجاوزات أمنية في النشمة

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي


في حادثة تعكس معاناة فئة المهمشين في اليمن والانتهاكات التي يتعرضون لها، تعرض المواطن مصطفى مقبل حسن أحمد الصالحي وأفراد عائلته لإهانة واعتداء جسدي على يد أحد أفراد الأمن في مديرية المعافر، أثناء محاولته إسعاف ابنه الصغير الذي تعرض لحادث مروري.

تفاصيل الحادثة

كان مصطفى الصالحي قد حضر مع عائلته وضمن جموع كبيرة من المهمشين فعالية نظمها الحزب الاشتراكي اليمني في مدرسة 13 يونيو في منطقة النشمة بمديرية المعافر، محافظة تعز. وخلال الفعالية، صدم أحد الدراجات النارية (الموتور) ابنه الصغير، مما دفع صاحب الدراجة إلى محاولة إسعافه فورًا.

إلا أن الحادثة أخذت منحى آخر عندما تدخل عسكري يُلقب بـ"الربع"، يتبع المنطقة الأمنية في النشمة، ليمنع صاحب الدراجة من إسعاف الطفل المصاب. وعندما حاول الصالحي الاستفسار عن سبب هذا المنع، واجهه العسكري بإشهار سلاحه وتهديده بالقتل، مما أدى إلى مشاجرة بينهما.

ورغم ذلك، تمكن الصالحي برفقة صاحب الدراجة من نقل ابنه إلى المستشفى الريفي في النشمة. ولكن لم تنتهِ الأمور عند هذا الحد، إذ عاد العسكري "الربع" إلى المستشفى بعد ساعات، مصحوبًا بعصابة مدنية مسلحة، وهو يرتدي زيه الرسمي. قاموا بالاعتداء على الصالحي داخل المستشفى أمام الممرضات وابنه المصاب، وحاولوا اقتياده إلى جهة مجهولة باستخدام القوة.

اتهام بالسرقة وإهانة علنية

بحسب شهادة الصالحي، فإن العسكري "الربع" وعصابته اتهموه بسرقة هاتفه الشخصي، رغم انشغاله بإسعاف ابنه. وأمام المستشفى، جاء أحد أبناء المهمشين وأعاد الهاتف إلى "الربع"، موضحًا أنه وجده ملقى على الأرض خلال الفعالية، وأن مصطفى الصالحي لا علاقة له بالأمر.

ورغم ذلك، لم يتلقَ الصالحي أي اعتذار عن الإهانة والضرب الذي تعرض له. وبعد أن أُثبتت براءته، أطلق المعتدون سراحه، ولكنهم احتجزوا الشخص الذي وجد الهاتف، واقتادوه إلى المنطقة الأمنية للتحقيق معه.

رد فعل السلطات المحلية

لم يقف الصالحي صامتًا أمام ما تعرض له، فلجأ إلى مدير أمن مديرية المعافر، فارس الزبيري، لتقديم شكوى ضد العسكري "الربع" وعصابته. إلا أن الزبيري لم يحرك ساكنًا، مكتفيًا بالقول: "خلاص، كل واحد يروح في سبيله"، ما عزز إحساس الصالحي بالظلم وفقدانه الثقة بالقانون.

تمييز عنصري وانتهاك للحقوق

ما جرى لمصطفى الصالحي يعد نموذجًا صارخًا للتمييز الذي يعاني منه المهمشون في اليمن، حيث يتم التعامل معهم كمواطنين من درجة ثانية، في ظل ضعف الحماية القانونية لهم. هذه الحادثة تسلط الضوء على ظاهرة استغلال السلطة في قمع المستضعفين وإهانتهم دون رادع.

مطالب بالعدالة

يطالب الصالحي، ومعه ناشطون حقوقيون، بمحاسبة العسكري "الربع" وعصابته على الانتهاكات التي ارتكبوها، ويدعون السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات جادة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. كما يدعو الحقوقيون إلى توفير حماية قانونية للمهمشين، وردع أي ممارسات عنصرية بحقهم.

تبقى هذه الحادثة مجرد واحدة من سلسلة انتهاكات تواجهها فئة المهمشين في اليمن، والتي تتطلب تدخلًا جادًا من الجهات المختصة لضمان تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.


Post a Comment

أحدث أقدم