جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

عقال مناطق تعز.. جنود مجهولون في الميدان بلا حقوق ولا رواتب

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي

Published from Blogger Prime Android App

في قلب الأحياء والقرى النائية، وبين أزقة المدن المزدحمة، يقف عقال المناطق في محافظة تعز كصمّام أمان شعبي، يسهرون على أمن واستقرار المجتمع، ويتعاونون مع الأجهزة الأمنية في ضبط الوضع الأمني، وفضّ النزاعات، ورفع التقارير الميدانية، دون أن يحظوا بأي امتيازات مادية أو حماية قانونية تحفظ كرامتهم وتكافئ جهودهم.

دور محوري في منظومة الأمن المجتمعي

يتوزع العقال في مختلف مديريات محافظة تعز، ويتحملون مسؤوليات جسيمة تشمل مراقبة الحالة الأمنية في مناطقهم، ورفع التقارير اليومية إلى الأجهزة الأمنية، والتدخل لحل النزاعات بين المواطنين، واحتواء الخلافات قبل أن تتفاقم. وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز الاستقرار المجتمعي في ظل غياب الدولة الكامل في بعض المناطق.

ورغم حجم المسؤولية، إلا أن العقال يمارسون مهامهم دون أي مقابل مادي منتظم، وهو ما يضعهم وأسرهم في ضائقة معيشية قاسية، في وقت تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

هيثم محمد سيف.. نموذج للمكافحين بصمت

قصة عاقل قرية السامقة، هيثم محمد سيف مقبل، تمثل صورة حية لما يعانيه عقال تعز. يناضل هيثم جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية في مديرية المعافر، يتحرك ليلاً ونهاراً في متابعة القضايا الأمنية والمجتمعية، يتدخل لحل الخلافات، ويقدم تقارير دورية عن التحركات المشبوهة.

ومع ذلك، لم تسلم جهوده من المضايقات، بل وصل الأمر إلى أن تم الاعتداء عليه من قبل أحد أطراف النزاع الذين لم يرضوا بنتائج وساطته، رغم أن دوره كان يقتصر على محاولة الإصلاح، وليس الانحياز لأي طرف.

لا حماية.. لا راتب.. ولا تقدير رسمي

يشكو العديد من العقال في تعز من غياب الدعم الرسمي، إذ لا يتلقون أي راتب منتظم، ولا يمتلكون صلاحيات تنفيذية قانونية واضحة، الأمر الذي يفتح الباب أمام استغلالهم، وتحوّلهم في بعض الحالات إلى "أطراف" في النزاعات، رغم أن موقعهم يجب أن يكون محايدًا ووسيطًا للسلام فقط.

وتُعد لوائح العمل المحلي في مختلف المحافظات اليمنية، بما فيها تعز، قد أقرت ضمنيًا دور العقال كجهات مساعدة في حفظ الأمن والنظام، إلا أن تنفيذ هذه اللوائح لا يزال غائبًا، وسط تجاهل واضح من الجهات المعنية، سواء المحلية أو المركزية.

مطالب مشروعة وتوصيات ضرورية

يطالب العديد من المواطنين، إلى جانب العقال أنفسهم، السلطات المحلية في محافظة تعز، ووزارة الإدارة المحلية، ووزارة الداخلية، بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإنصاف هذه الشريحة المهمة، وذلك من خلال:

1. اعتماد رواتب منتظمة للعقال وفق آلية إدارية واضحة ومحددة.


2. توفير الحماية القانونية والأمنية للعقال أثناء تأدية مهامهم.


3. تنظيم مهام العقال عبر لائحة تنفيذية تنص صراحة على حدود صلاحياتهم ومسؤولياتهم.


4. إدماج العقال ضمن الهيكل الأمني المجتمعي كمراقبين ميدانيين رسميين.


إن استمرار إهمال العقال في محافظة تعز، وهم الذين يمثلون حلقة الوصل بين الدولة والمجتمع، لا يخدم الأمن والاستقرار، بل يُضعف بنية الدولة المحلية. حان الوقت لإعادة الاعتبار لهؤلاء الجنود المجهولين الذين يدفعون من وقتهم وجهدهم وأحياناً من دمهم، دون أن يلتفت إليهم أحد.

Post a Comment

أحدث أقدم