صدى الواقع اليمني - كتب: محمد السفياني
بدهاء عبقري كبير استطاع الرئيس الروسي فلادمير بوتين كسب الحرب ضد الغرب في أوكرانيا التي سلمت ترسانتها النووية في اتفاقية بودابست في 5 ديسمبر 1994م وتعهدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا بحماية أوكرانيا مستقلة ومنع التاثير والضغط عليها وعدم استخدام السلاح النووي ضدها كانت أوكرانيا على علاقة جيدة بجارتها روسيا وظل الغرب يغازل أوكرانيا لكي تنظم إلى الناتو لكن القيادة الاوكرانيا السابقة كانت تراعي علاقة الجوار وحساسية الموقف وحسرات الجريح الروسي الذي فقد عظمة الاتحاد السوفيتي والقيصرية الروسية لذا كان طلب أوكرانيا أن تنظم إلى الناتو البعيد مؤجل حتى جاء زلينسكي إلى الحكم فسارع لطلب الانظمام إلى الناتو لم يكن رجل دولة يعرف عمق العلاقة الروسية الاوكرانيا ومدى تمسك روسيا بمنعها من الانظمام إلى الناتو مهما كان ثمن هذا المنع وفي مؤامرة غربية وتشجيع امريكي بريطاني احس الروس إنه مخنق غربي لهم فقفزوا إلى داخل أوكرانيا بعد دعم انفصال الثلاثة الاقاليم وإعلانهم (لأن غالبية سكانها روس) الاستقلال والانظمام إلى روسيا لكن بايدن كان قد اتفقا مع أوكرانيا على الا ستثمار في مجال المعادن وتم عقد الصفقة مع هانتر بايدن حيث انضمّ هانتر بايدن إلى مجلس إدارة شركة "بوريسما"، عملاق الغاز الأوكراني، مباشرة بعد انتخاب بوروتشنكو في العام 2014، بعد أن اشترى 10% من أسهم الشركة مما يضعنا أمام تساؤل هل صحيح ما زعم به رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيماوية الروسية بأن "تبادلات معينة جمعت بين الوكالات الحكومية الأميركية ومختبرات بيولوجية أوكرانية"، ويشير إلى "تمويل هذا النوع من النشاطات عبر جهات مقرّبة من القيادة الأميركية، لا سيما صندوق الاستثمار Rosemont Seneca الذي يرأسه هانتر بايدن". إن ما حدث لزيلنسكي ياتي في إطار الصراع بين بايدن الذي اعفى ابنه هانتر عن أي مساءلة بما في ذلك صفقة النفط والمعادن الأوكرانيا وصفقة الأبحاث العسكرية البولوجية وبين طلب ترامب معادن أوكرانيا مقابل مادفعهه بايدن....أما موقف أوروبا من طرد ترامب زلينسكي فهو نتاج غضب الانجليز حيث كانت بريطانيا في استقبال زلينسكي حكومة وملكا ودعمته باربعة مليار دولار امريكي لقد أحست إن قادة أمريكا بايدن وترامب خدعوها وذهب ترامب يتقاسم المعادن مع روسيا واين حصتها وهي الضامن الثالث لاوكرانيا لقد أحست إنها خدعت وطعنت غدرا فحشدت وجمهرت أوروبا لقمة اوروبية من أجل الحوار مع روسيا وامريكا لحل قضية الحرب الروسية الاوكرانيا والتمتع بنصيبها من الثروة الاوكرانيةلكن ماذا لو تخلت أمريكا هل تستطيع أوروبا مواجهة حرب الكرملين خاصة بعد إعلان ترامب عدم قدرة أوروبا مواجهة روسيا وتحدي أوكرانيا بذلك أليس هذا انتصار للسياسة الصينية على أمريكا التي تتخذ كل السياسات والعقوبات لايقاف وإعاقة النمو الصيني السريع هاهو ينتصر الصين بدون حرب حتى لو عادت العلاقة الأمريكية الاوروبية فإن ازمة الثقة ستظل تلاحقها وستبقى فضيحة لقاء ترامب مع زلينسكي وصمة عار تلاحق البرتوكولات والدبلوماسية الغربية بل إنها ستظل فضيحة الصفقات التي فقد العالم ثقته ببياض البيت الأبيض وامن الرؤساء داخله فهل سيصل الاوروبيون إلى اتفاق مع روسيا؟ وماذا إن لم يتم الاتفاق ؟ اين سيكون الموقف الأمريكي هل سيقف بعيدا أم سيأخذ صفقة المعادن ....فهل من مدكر ؟
إرسال تعليق