صدى الواقع اليمني - تقرير: موسى المليكي
رغم أن شهر رمضان المبارك يعد بانه شهر الرحمة والمغفرة حمل معاني مختلفة من المعاناة التي يعانون منها المختطفون والاسرى والسجناء داخل سجون ومعتقلات الميليشيا ولكنهم يقاومونها بالصمود أمام هؤلاء الذين اختطفتهم مليـشيا الحـوثي وأخفتهم في سجونها ومعتقلاتها حيث والظـلم والظـلام يلف كل شيء. بعد عودتهم لأسرهم حمل المختـطفون معهم ذكريات مؤلمة وقاسية عاشوهاو حيث كان الجوع والعطش يمتزجان بالأمل والصبر وحيث الإفطار البسيط والدموع والدعاء بالفرج القريب.
نعيش مابين الحرمان والإيمان
يقول أحمد فضل أسم مستعار هو أحد المختطفين ل...."أن يحل عليك رمضان وأنت في السجن شيء موحش وهو الاختبار الحقيقي لإيمانك.
وأضاف أحمد فضل أن الصيام والجوع والعطش ليست هي المشقة في السجن بل الضرب والتعذيب الجسدي النفسي هي المشقة الكبيرة التي يعانيها المختطفون في شهر الرحمة رمضان.
واشار أحمد إن مليـشيا الحـوثي لم تحترم قدسية رمضان وتحول الشهر الفضيل والصيام إلى وسيلة للتعـذيب النفسي والجسدي للمختـطفين مشيرا إلى استخدام المليشيات الإفطار للتعـذيب حيث تتلاعب في وقت احضاره.
واكد فضل يضطر المختـطفون غالبا إلى الإفطار على كسرة خبز يابس وماء ويتذكر ان هناك اسم مستعار انتظاره ورفاقه لحظة الإفطار بفارغ الصبر حيث يعتمدون على أصوات مفاتيح السجان عندما تقترب منهم بدلا من أذان المغرب كنا ننتظر منه أي شيء حتى لو كانت مجرد قطعة خبزفي المعتقل كان لدى علي كتاب عن قصص الأنبياء وما تعرضوا له وكيف صبروا فكان رفيقه وجليسه الذي ساعده على تحمل السجن والتعـذيب.
مابين الوحدة والتضامن.
أما سالم هو مختطف سابق عانا ماعانه أحمد ولكنه يروي ل..."إنه ورفاقه في المختطف حاولوا صناعة لحظات تراحم وتكاتف رغم المعاناة.
وأضاف سالم بانه رغم قسوة ظروف السجن كنا نتجمع حول طبق صغير من الأرز أو العدس ونبدأ بالإفطار معا ونصنع من تلك لحظات مميزة بالتكافل والتآلف وأنهم لم يتذوقوا التمر في السجن بشكل نهائي ونعلم بالتأكيد أننا لسنا وحدنا فهناك مختطفون آخرون يعانون وحالتهم أسوأ.
واختتم سالم حديثة قائلاً بأن ماسردنه إلا جزءا من تفاصيل حياتهم داخل المعتقل فقد كان ورفاقه يتناوبون على قراءة الدعاء قبل الإفطار وكنا ندعو لأنفسنا ولأسرنا ولليمن كلها بالفرج القريب وكل سجين يوصي زميله بأن يدعو له برغم أننا جميعا في نفس الزنزانة لكنا كنا نشعر أن دعاءنا في هذا المكان المظلم قد يكون أقرب إلى الله."
صلاة التراويح في الظلام
واختتم أحمد فضل حديثة بسرد الذكريات قائلاً كنا نصلي التراويح بالسر في زوايا الزنزانة وحتى لا يرانا السجانون لان التراويح كانت ممنوعة ولم يكن هناك مسجدو لكننا كنا نجتمع في زاوية ونصلي معاً بصوت خافت بما تيسر مما نحفظ من القرآن لا ان ملـيشيا الحـوثي لا تسمح بإدخال المصاحف للمختطفين وتمنع عنهم التراويح أيضا ورغم كل ذلك كنا نشعر أننا قريبون من الله، ولدينا يقين أن الله لن يضيعنا.
كنا مابين ليلة القدر والأمل
طامي الكحلاني الذي ضاق به الحال في المختطف لجأ ورفاقه الى إحياء ليلة القدر فهي أملهم في أن يستجيب الله لهم ويتحرروا من سجون الكهنوت الحوثي.
يقول يوسف ل...." أحيينا هذه الليلة المباركة وكأنها هي فرجنا واملنا في الخلاص ودعونا الله من خالص قلوبنا أن يحررنا من هذا الظلم.
و يضيف الكحلاني أن زميلا له قال له بعد صلاة القيام إن هذه الليلة هي بداية النهاية لمعاناتنا لأن الله سيستجيب لدعائنا وبالفعل تم إطلاق سراحي بعد أشهر من ليلة القدر تلك الليلة مميزة بالنسبة لي لن أنساها.
ويشير الكحلاني كنت ابكي كل ليلة واتخيل أطفالي وهم يبحثون عني وأتساءل: هل يأكلون؟ هل ينامون؟ هل يذكرونني؟ كانت هذه الأسئلة تؤلمني لكني كنت أجد عزائي في الصلاة والدعاء وأدعو الله أن يحفظ أطفالي وأن يعيدني إليهم وأتخيل يوم خروجي وكيف سأحتضنهم بقوة وبعد خروجي من السجن أول شيء فعلته هو الذهاب إلى أطفالي وبكينا جميعا كانت لحظة لا تُنسى.
تعلمنا درس قاسي
ويتحدث اسامه إنه لم ينسا المختطفين في سجون مليـشيا الحـوثي فهو يخصص لهم دعوات أن يفرج الله عنهم وأن يعودوا على أسرهم وأطفالهم.
و على الرغم أن اسامه تحرر من تلك السجون قبل سنوات لكن الألم والمعاناة التي واجهها اثناء الاختـطاف لم تنسه بقية المختطفين والأسرى.
ولكن مدهش هو الآخر يقول ل..." رمضان في السجن كله حزن وشوق ولوعة وألم وأنا بين أهلي اليوم فإني أدعوا للمختطفين والمغيبين والأسرى الذين يعانون كل يوم كما أدعو الله أن يرحمنا جميعاً وألا يتعرض أي شخص لهذه الجريمة.
"ويختتم مدهش حديثة قائلاً عشنا اختباراً قاسياً لانزال نحمل ذكرياته المؤلمة لكننا أيضاً تعلمنا دروساً في الصبر والقوة وتعلمنا أن الحرية نعمة لا تُقدر بثمن وأن الإيمان يمكن أن يكون أقوى من أي قيد.
إرسال تعليق