صدى الواقع اليمني: حسين الشدادي
وسط الدمار الذي أرهق اليمن، تبرز باسكال ياسر الهمداني كفنانة تشكيلية تحمل فرشاتها في مواجهة الحرب، محولةً الألم إلى لوحات تنبض بالحياة والأمل. باسكال، ابنة محافظة تعز، لم تكتفِ بأن تكون شاهدة على المأساة، بل قررت أن تنقل معاناة وطنها وجماله الخفي إلى العالم من خلال الفن، في رحلة إبداعية تخطت الحدود.
من تعز إلى مصر.. انطلاقة نحو العالمية
كانت أولى خطوات باسكال نحو الساحة الدولية من جمهورية مصر العربية، حيث شاركت في ملتقى الفنانين العرب الدولي السادس، الذي ضم أكثر من خمسين فنانًا من مختلف أنحاء العالم. لم يكن مجرد معرض تشكيلي، بل كان مساحةً عبرت فيها باسكال عن موهبتها المتعددة، فقدمت قصائد شعرية إلى جانب لوحاتها، مؤكدةً أن الإبداع لا ينحصر في لونٍ واحد.
وفي دار الأوبرا المصرية، مسرح الهناجر، كان لها أمسية شعرية استعرضت خلالها تجربتها الفنية والشعرية، لتثبت أن الفن قادر على تجاوز الحدود، تمامًا كما تفعل أعمالها التي عُرضت في العديد من العواصم العالمية.
محطات فنية حول العالم
لم تتوقف باسكال عند مصر، بل شقت طريقها إلى دول أخرى، حيث شاركت في معارض ومهرجانات فنية في تركيا، بريطانيا، العراق، المغرب، وبيروت. ومن أبرز محطاتها، مشاركتها في برنامج "أرَب سكوتلاند" في العاصمة اللبنانية، حيث لفتت الأنظار بموهبتها الفريدة التي تمزج بين الرسم والإلقاء الشعري.
الفن كرسالة مقاومة
تؤمن باسكال الهمداني أن الفن ليس مجرد وسيلة تعبير، بل هو أداة مقاومة في وجه الحرب والصراعات التي مزقت وطنها. ومن خلال ألوانها وأشعارها، تسعى إلى إيصال رسالة سلام ومحبة، متحديةً كل الظروف الصعبة التي يمر بها الفنانون اليمنيون في ظل الأوضاع الراهنة.
ورغم التحديات، تواصل باسكال رحلتها نحو العالمية، واضعةً هدفًا واضحًا أمامها: أن يكون الفن اليمني حاضرًا في المحافل الدولية، وأن يتحول الألم الذي تعيشه البلاد إلى إبداع يعبر القارات.
ختامًا.. الفن أقوى من الحرب
في زمنٍ تحاول فيه رياح الحرب طمس الملامح الجميلة، تأتي باسكال الهمداني لتؤكد أن الفن أقوى من الدمار، وأن الألوان قد تكون أكثر تأثيرًا من أصوات البنادق. فرشاتها ليست مجرد أداة رسم، بل هي نافذة تُطل من خلالها اليمن على العالم، حاملةً معها آمال شعبٍ يرفض أن يُهزم.
شاهد الفيديو عبر الرابط التالي:
https://youtu.be/uKDE3lse34g
إرسال تعليق