متابعات - صدى الواقع اليمني
تشهد الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم نقل تكتيكات الحرب المستخدمة في غزة إلى مدن ومخيمات الضفة، وفقًا لتقارير حقوقية ودولية.
وأفادت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية بأن هذه الحملات العسكرية أدت إلى ارتفاع حاد في أعداد القتلى، خاصة بين الأطفال، بالإضافة إلى عمليات نزوح قسري جماعي تجاوزت 40 ألف فلسطيني، وهي أكبر موجة تهجير تشهدها المنطقة منذ احتلال 1967.
وكشف تقرير المنظمة أن الجيش الإسرائيلي وسّع نطاق عملياته ليشمل غارات جوية مكثفة واستخدام طائرات مسيّرة، مع تخفيف قواعد الاشتباك، مما سمح بإطلاق النار على مشتبه بهم دون تأكيد الهوية. وقد أسفرت هذه التكتيكات عن مقتل 180 طفلًا خلال 17 شهرًا فقط، مقارنة بـ246 طفلًا قضوا خلال الانتفاضة الثانية التي امتدت 63 شهرًا.
وتضمن التقرير شهادات مأساوية لعائلات فقدت أطفالها، مثل أحمد رشيد جزار (14 عامًا)، الذي قُتل برصاصة أثناء شراء الخبز، وشقيقَي عائلة أبو زهرة، شام (8 أعوام) وكرم (5 أعوام)، اللذين قضيا في غارة جوية استهدفت مقهى قرب منزلهما. كما لقي الطفلان رضا وحمزة بشارات مصرعهما بطائرة مسيّرة أثناء لعبهما أمام منزلهما في جنين.
وأجبرت الحملات العسكرية 40 ألف فلسطيني على النزوح من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، فيما يعد أكبر موجة نزوح منذ عقود. وتحدثت عائلات لصحيفة "الغارديان" البريطانية عن تهديدات بالسلاح ورسائل صوتية عبر مكبرات الصوت أجبرتهم على مغادرة منازلهم. من بينهم عائلة فاطمة شاب (63 عامًا)، التي لجأت إلى قاعة أفراح مهجورة مع زوجها المريض، وسط مخاوف من طردهم مرة أخرى بعد رمضان.
ولم تتوقف الانتهاكات عند القتل والتهجير، بل شملت هدم عشرات المنازل، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وأكدت تقارير محلية أن القوات الإسرائيلية تستخدم سياسة العقاب الجماعي، عبر قطع الكهرباء والماء عن مخيمات بأكملها، وتضييق الخناق على الحركة المدنية.
إرسال تعليق