جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

معارك بين الفوضى والدولة: بن مبارك في مواجهة الفساد

صدى الواقع اليمني - تقرير: موسى المليكي 




خلافات عاصفة تعصف بمجلس الوزراء بعد مقاطعة وزراء الحكومة جلسات مجلس الوزراء، ومطالبتهم بإقالة رئيسها الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وإعلانهم عدم حضور إجتماعات المجلس المقبلة. كل تلك الخطوات تكشف عن حجم المعركة التي تخضوها حكومته نحو الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وتفعيل دورها.

لقد وضع الدكتور بن مبارك هدفاً رئيسياً أمامه يسعى لتحقيقه بكل الطرق الممكنة. يتمثل الهدف في إصلاح الوضع الاقتصادي وتخفيف معاناة المواطنين ومحاربة الفساد. توجهات بن مبارك الإصلاحية لم ترق للكثيرين من وزراء الحكومة، بل قاموا بتمويل حملات تشويه إعلامية ضده، لكنه لم يستسلم لها، بل واصل طريقه منفرداً رغم كل العوائق والتحديات التي يواجهها بصمت وإصرار.

أمام هذه الجهود الكبيرة التي يقوم بها بن مبارك، وبعد نجاحات كبيرة حققها الرجل، لم تستطع الحملات المدفوعة التأثير عليه وعلى الإصلاحات التي يقوم بها، فانتقل عملياً إلى الميدان، هذه الخطوة قوبلت بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء من قبل بعض وزراء الحكومة، الذين طالبوا بإقالة بن مبارك، لأسباب شخصية وانتهازية.

ليست مجرد مواقف من شخصية بن مبارك سبب المقاطعة التي أعلنها الوزراء، بل أسلوب ابتزاز، هذا ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، اعتبرته أسلوب للابتزاز. حيث قال الصحفي محمد المسبحي مدير تحرير موقع وصحيفة "عدن حرة" إن ما حدث لم يكن موقفاً شخصياً ضد بن مبارك، بل يعكس ذلك رفضهم لنهج بن مبارك الإصلاحي.

أضاف المسبحي: "وزراء المحاصصة يقاطعون بن مبارك، طبيعي جداً. الفاسد دائماً يهرب من الإصلاحات وبناء مؤسسات الدولة، هؤلاء الوزراء لم يختارهم بن مبارك، فكيف لهم أن يقفوا معه وهو يحاول إصلاح الخراب الذي ساهموا فيه؟، ومقاطعتهم ليست لشخص بن مبارك، بل هي مقاطعة للإصلاحات وللنزاهة والشفافية، لأن وجود دولة قوية يعني نهاية لامتيازاتهم".

المسبحي اختتم حديثه بالقول: "فليقاطعوه كما يريدون، الوطن لا يحتاجهم، وعدن تعرف جيداً من يعمل لها ومن ينهبها".

وفي منشور آخر له على منصة فيسبوك، قال المسبحي إن وزراء الحكومة، بدلاً من أن يعترفوا بفشلهم والانسحاب بهدوء، قاموا بإثارة زوبعة إعلامية، للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء، ووصف المسبحي الخطوة التي قام بها الوزراء ب"الوقاحة"، وبانهم لم يقدموا شيئاً منذ تعينهم في العام 2019م، سوى النهب والهروب واغراق الشعب بالازمات، وأن محاولاتهم الأخيرة لا تتعدى زوبعة المراهقين، مشيراً إلى أنهم لا مكان لهم بعد اليوم، وإن الدكتور أحمد عوض بن مبارك باقٍ بيننا، ومصيرهم مزبلة التاريخ.

سبب المشكلة بحسب فتحي بن لزرق في منشور له على فيسبوك، كشف عن أسباب مقاطعة إجتماعات مجلس الوزراء من قبل بعض وزراء حكومته، مشيراً إلى أن مشكلة بعضهم، والذين يطالبون بإقالة أحمد عوض بن مبارك لا تكمن في الاحتجاج على فشل الرجل أو سوء إدارته، لكنه بسبب إن الرجل قام خلال الأشهر الماضية بإغلاق بنود صرف مبالغ مالية لبعض الوزارات، تتضمن التصرف بمئات الملايين من الريالات والتي كانت تصرف بشكل مباشر من بعض الوزراء ودون حسيب أو رقيب.

أضاف بن لزرق: "إيقاف عمليات الصرف كانت السبب في المواجهة المباشرة بين بن مبارك وعدد من الوزراء، وتطورت لاحقًا إلى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء".

معركة ضد منظومة الفساد

بدوره تحدث الدكتور قاسم الهارش عن المعركة التي يقودها رئيس الوزراء الدكتور بن مبارك قائلاً: "بأن اليمن تخوض اليوم واحدة من أخطر معاركها المصيرية، ليست فقط ضد الانقلاب والفوضى، بل ضد منظومة الفساد التي ترسخت في مؤسسات الدولة لعقود طويلة، وإن المعركة اليوم تدور بين مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة وترسيخ مؤسساتها، وبين قوى مستفيدة من الفوضى والنهب المنظم، ولا تستطيع العيش إلا في بيئة الانقسام والتخريب".

إضعاف الحكومة وإعاقة الإصلاحات

الدكتور الهارش وفي حديثه قال إن هناك محاولات لإضعاف الحكومة والتشويش على جهودها الإصلاحية بما في ذلك إثارة الجدل حول استقالة رئيس الوزراء، وهي ليست إلا جزءًا من مخطط لإجهاض أي خطوات حقيقية نحو استعادة الدولة، وإن طريق الإصلاح لم يكن يومًا مفروشًا بالورود، بل يواجه مقاومة شرسة من قبل مراكز نفوذ وفساد اعتادت استغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسبها الخاصة.

امتداد لحرب طويلة

حملات التضليل والتشويه ضد مؤسسات الدولة والحكومة بحسب الدكتور الهارش، هي امتداد لحرب طويلة تخوضها القوى الوطنية ضد أدوات الفساد والتخريب، فالدولة بحسب رأيه، لا تبنى بالصراخ والافتراءات، بل بالإرادة السياسية والعمل الجاد لإعادة المؤسسات إلى مسارها الصحيح.

إرباك للمشهد

وصف الدكتور قاسم الهارش الحملات المدفوعة التي تستهدف رئيس الوزراء بأنها تهدف إلى إرباك المشهد السياسي ودفع الحكومة للاستسلام، مشيرًا إلى أن معركة استعادة الدولة لن تتوقف أمام محاولات الهدم، وأن الفساد قد يكون قويًا لكنه لن يكون أقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع لدولة قوية مستقرة وعادلة.

لا مجال للحياد

الهارش ختم حديثه بالاشارة إلى أنه في معارك الأوطان لا مجال للحياد. إما أن تكون في صف بناء الدولة أو في معسكر هدمها، فالرهان الحقيقي ليس على من يحاولون تعطيل الإصلاح، بل على من يؤمنون بأن الدولة لن تبنى إلا بسواعد المقاتلين الحقيقيين، وليس بأوهام الفاسدين الذين يعتقدون أن الفوضى ستدوم للأبد.

Post a Comment

أحدث أقدم