خاص - صدى الواقع اليمني
ألقى زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، كلمة مساء اليوم الأحد، تناول فيها الأوضاع في سوريا، حيث وجه انتقادات حادة للقوات الحكومية السورية، واصفًا إياها بـ"الجماعات التكفيرية"، وذلك على خلفية العمليات العسكرية التي قامت بها في الساحل السوري ضد المسلحين الموالين لنظام بشار الأسد المدعوم من إيران.
وقال الحوثي إن "ما ترتكبه الجماعات التكفيرية في سوريا من إجرام يجب أن يُدان، وعلى الجميع السعي لوقف هذه الجرائم"، معتبرًا أن "ما يجري في سوريا يكشف إصرار هذه الجماعات على الاستمرار في المسلك الإجرامي الوحشي بقتل الأبرياء". وأضاف أن هذه القوات "تقدم خدمة كبيرة للعدو الإسرائيلي والأمريكي بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري"، مشيرًا إلى أن "ما يسعى له الأمريكي والإسرائيلي هو تقديم نفسيهما كمنقذين وحماة للشعب السوري".
محللون: الحوثي يتربع على قيادة المحور الإيراني بعد نصر الله
أثارت تصريحات الحوثي تفاعلاً واسعًا، حيث رأى محللون أنها تمثل أول تدشين رسمي لتصدره المشهد التعبوي في المحور الموالي لإيران، خلفًا لحسن نصر الله، زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني، الذي كان المتحدث الأبرز بشأن قضايا المنطقة. ويرى مراقبون أن إيران تسعى لإعداد الحوثي ليكون القائد الجديد للمحور الشيعي في المنطقة، خاصة بعد تراجع نفوذ حزب الله في لبنان.
فرحة الحوثيين تتحول إلى خيبة أمل
كانت حالة من الابتهاج قد سادت بين قيادات وناشطي جماعة الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي عقب اندلاع التمرد المسلح في الساحل السوري، حيث نفذته عناصر موالية لنظام الأسد ضد القوات الحكومية السورية. واعتبرت الجماعة الحوثية أن هذا التحرك مؤشر على "بداية سقوط الدولة السورية الجديدة". إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلاً، إذ انتهت محاولات التمرد بالفشل بعد تدخل قوات الدولة السورية، مدعومة بانتفاضة شعبية واسعة، ما أدى إلى تغير نبرة الحوثيين من الاحتفاء إلى خيبة الأمل.
هل يسعى الحوثي لزعامة المحور الإقليمي؟
يرى مراقبون أن خطاب الحوثي يأتي في سياق التوظيف السياسي للأحداث في سوريا، حيث يحاول تثبيت دوره كزعيم إقليمي داخل المحور الموالي لإيران. وأطلق الحوثي تهديدات جديدة، متوهمًا أنه قادر على إرباك المشهد الإقليمي من خلال إعلان نيته استئناف العمليات العسكرية ضد السفن في البحر الأحمر. وأمهل الحوثي الكيان الإسرائيلي أربعة أيام لإدخال المساعدات إلى غزة، وإلا فسيواصل استهداف السفن التي يزعم أنها مرتبطة بإسرائيل.
الحوثي: أداة إيرانية أم زعيم جديد؟
يرى الكاتب الصحفي هزاع البيل أن الحوثي لا يتجاوز كونه "أداة إيرانية" تتحرك وفقًا لأوامر طهران، مؤكدًا أن هذه التهديدات ليست سوى محاولة لصناعة مجد زائف، خاصة بعد تراجع نفوذ إيران في لبنان وسوريا والعراق. وجاءت تصريحات الحوثي عقب إدراج الولايات المتحدة جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، مما يضع الحوثيين أمام عزلة دولية متزايدة. كما يتزامن ذلك مع مفاوضات تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما يحاول الحوثي الإيحاء بأنه جاء نتيجة لضغوطه العسكرية.
ووفقًا للبيل، فإن هذه التهديدات ليست سوى ورقة ضغط إيرانية جديدة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة بعد تراجع نفوذ طهران في لبنان وسوريا والعراق، ومحاولتها البحث عن جبهة جديدة لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط.
إرسال تعليق