متابعات - صدى الواقع اليمني
في خطوة تُعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في سوريا، أعلنت الرئاسة السورية مساء اليوم عن توقيع اتفاق رسمي لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، وذلك بعد مفاوضات مكثفة جرت بوساطة أميركية وموافقة من قيادة "قسد".
ووفقاً لمصادر خاصة، تم التوصل إلى الاتفاق بدفع أميركي لقائد "قسد" مظلوم عبدي، حيث تمت صياغة بنوده النهائية في 20 فبراير الماضي. وجاء الاتفاق بعد مؤشرات من قادة عسكريين أميركيين في سوريا حول نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من البلاد في المستقبل القريب.
وصل مظلوم عبدي إلى دمشق على متن طائرة أميركية، حيث جرى استقباله بحفاوة، في إشارة إلى توجه جديد نحو تعزيز الشراكة بين الطرفين. وخلال جلسات الاتفاق، أكد الرئيس السوري بشار الأسد رفض أي شكل من أشكال المحاصصة، مع تأكيده على انفتاح الدولة السورية على ضمان الحقوق اللغوية والثقافية للكرد السوريين في الدستور الجديد.
أبرز بنود الاتفاق
1. توحيد المؤسسات العسكرية والمدنية تحت إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
2. وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
3. ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية، وتأمين عودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم.
4. دمج قوات سوريا الديمقراطية في هيكل الجيش السوري، لتكون جزءاً من القوات الوطنية.
5. رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية.
تحولات استراتيجية
يأتي هذا الاتفاق بعد إعلان "قسد" في فبراير الماضي عن دمج مؤسساتها العسكرية والأمنية مع الجيش السوري، وسط دعوات من قائدها مظلوم عبدي للرئيس الأسد لزيارة مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا.
وتسيطر "قسد" حالياً على أجزاء واسعة من شمال وشرق سوريا، بما في ذلك مناطق رئيسية في محافظات حلب والرقة والحسكة ودير الزور، حيث لعبت دوراً محورياً في محاربة تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ويُتوقع أن يساهم هذا الاتفاق في تهدئة التوترات الداخلية وتعزيز سلطة الدولة السورية، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وعسكرية كبرى.
إرسال تعليق