جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

اليمن بين المدلدل والملجلج

صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني

اليمن بين المدلدل والملجلج
الصحفي محمد السفياني

المدلدل المضطرب في مشيه، والمدلدل الجالس على الرصيف يحرك رجليه، والمدلدل الحاكم الذي يدلدل رجليه فوق كرسي الحكم وغيره الحاكمون. أما الملجلج، فهو المختلط وليس بمستقيم "الحقُّ أبلجُ والباطلُ لجلجٌ". وهذا هو حال حكام اليمن اليوم. ولعل تنبؤات القيل الشيخ الحميري محمد أحمد منصور، طيب الله ثراه، في شعره:

تلك أروى في مفرق الدهر تاج  
يتحدى بها الرجال النساء  
ليت أهل اللحاء الطويلة تبني  
ما بنته الضفائر السوداء  
فابتلينا من بعدها بأناس  
أذكياء في سرقة الشعب  
لكن عند نفعه أغبياء  

لكن تنبؤات الشاعر الحميري عبد الله البردوني، فقد تنبأ بعودة المهدي المنتظر، لكنه فات زمانه السردبي لأننا في عصر الذكاء الاصطناعي. إنه عصر الفضاء، وما تحت السراديب دفنوا وأصبحوا ترابًا. فقال المتنبي الحميري:

على باب المهدي المنتظر  
مَنْ يدعو هل زمني أوْمضْ؟  

نهض (الدجّالُ)، سُدى تنهضْ  

روّضتُ الريحَ لأسبقهُ  

وغدا السبّاق، فما روّضْ  

أمِن اليوم اجتاز الماضي  

واحتاز الآتي، أو أجْهضْ؟  

نادتك (الكعبةُ) وانتظرت  

ودعاكَ (الأقصى)، بل حرِّضْ  

صحنا: يا مهدي يا وتراً  

قلبياً، أنتَ له المنبضْ  

كم قيل: ستملؤها رَغداً  

فامتدّ من الرمضا الأرمضْ  

عبثاً، أن تدعوَ يا ولدي  

مرضوضاً مثلي، أن أرْتضْ  

مَنْ سمّى عصري ذهبياً؟  

مَنْ ذهَّبه، مَنْ ذا فضّضْ  

مَنْ يعطي العانين (الجرضا)  

أملاً حتى أعنى، أجرضْ؟  

عُد وعداً غيبياً يدنو  

من قبض الكفِّ، ولا يُقبضْ  

ومن هنا، نبوءات الشعر كانت صادقة عند العرب، فقد عطّل الشعراء حيل وأسحار المنجمين، كما حدث في قصيدة "السيف أصدق أنباء من الكتب" لأبي تمام. فنبوءات الشعر تبطل وتعطل عمل الكهنة والمنجمين. حتى في زمن القيصر الروسي، فإن ميخائيل ليريمنتوف وحمزة رسول استطاعا أن يعطلا عمل الكاهن راسبوتين الذي سيطر على القيصر نيقولا الثاني. ورواية "الأم" لمكسيم غوركي التي صنعت وعي الثورة البلشفية.

كما أن الثورة الفرنسية في 5 مايو 1789م، كان شعراؤها لازر كارنو وأندريه نيشيه وألفونس دو لامارتين. تؤكد أن الشعراء والأدباء والكتاب هم من يصنعون الوعي الاجتماعي للتغيير، بينما البندقية لا تصنع وعيًا، وإنما القائد يتحدث عن نصر أو هزيمة في المعركة. والثورة التي لا تحمل وعيًا ولا أهدافًا ولا مبادئ تظل آيلة للسقوط، فتستمد دعمها من الحروب المتواصلة... فهل من مدكر؟

Post a Comment

أحدث أقدم