جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

الذكاء الاصطناعي العربي

صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني

الذكاء الاصطناعي العربي
الصحفي محمد السفياني


عندما قررت إدارة البيت الأبيض معاقبة الصين وفرضت حظرًا على الرقائق وأدوات الذكاء الاصطناعي، لم تقف الصين تشكو أو تلجأ للمنجمين ليخبروها كيف تتحاور مع إدارة البيت الأبيض ومع دونالد ترامب ومع حكومة الزناطين الجدد، بل استطاعت الصين أن توضح للعالم أنها دولة عظمى قادرة على منافسة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في صناعة تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي مثل (DeepSeek) ديب سيك. لقد أخرس هذا الإنجاز عمالقة الغرب في الذكاء الاصطناعي، حيث استطاعت الصين تحقيق ذلك رغم الحظر الغربي عليها في الرقائق وأدوات الذكاء الاصطناعي.

بل إن ما حدث خلال فترة وجيزة لشركة «إنفيديا» العملاقة لصناعة الرقائق الإلكترونية، حيث خسرت ما يقارب 600 مليار دولار في عشرة أيام، ناهيك عن شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى. السؤال اليوم هو: ماذا عن القدرات العربية للولوج في عالم الذكاء الاصطناعي؟ ماذا تنتظر دول الخليج العربي ذات الموارد الكبيرة والتي لديها القدرة على اتخاذ القرارات ببساطة؟ ليس هناك ما يعيق دخولها المنافسة في هذا المجال الحيوي الهام. حتى القدرات البشرية موجودة في الوطن العربي في مصر وسوريا واليمن وفلسطين.

لا نريد فقط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بل نريد امتلاكها وتشغيلها. نحن بحاجة إلى مثل ديب سيك وميتا، وبإمكان الأمة العربية المنافسة وقطع مسافات الفارق التي تفصلنا عن تقدم الغرب والشرق. علينا بالذكاء الاصطناعي فهو الذي سينقلنا إلى عالم أول. ربما ثلاث دول خليجية الآن تسير في هذا الشأن، لكن لا نريد فقط قدرات في جودة الاستخدام، بل نريد امتلاك الفكرة في صناعة التقنية والذكاء الاصطناعي ووضع الهوية العربية في هذا المجال. خاصة أن عوائده مضمونة والتنافس فيه لا يحتاج التفوق في كل المجالات الصناعية، بل التفوق في صناعة الذكاء الاصطناعي سيجعلنا نتفوق في كل مجالات الصناعات الأخرى المدنية والعسكرية.

لقد سئمنا من ثقافة الطب البديل والشعوذة التي تنبئ عن عجز عربي في الالتحاق بالتقدم الطبي الذي وصل إليه العالم، كما عملت دول مثل إندونيسيا وماليزيا وفيتنام. نريد أن نجرب كيف يمكن أن نستخدم روبوتات الذكاء الاصطناعي في الطب كما تفعل الصين، بدلاً من الدجل باسم الدين ونشر الخرافات التي تشوه معتقداتنا وموروثاتنا الثقافية. فالذكاء الاصطناعي هو المخرج الحقيقي مما نحن فيه... فهل من مدكر؟

Post a Comment

أحدث أقدم