صدى الواقع اليمني- كتب: محمد السفياني
الشعب بلا طاقة كهربائية يعني لا علم ولا عمل، بلا مستقبل وبلا أمل. لأن هذا يعيد الإنسان إلى بداية القرن التاسع عشر قبل اختراع المحرك الكهربائي. بينما العالم يسير بشكل سريع في عصر التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، يعيش الشعب اليمني في كل أنحاء البلاد في ظلام دامس، محروماً من السلام، ممنوعاً عن الكلام، إلى قبل اختراع المكينة ومحرك الاحتراق الداخلي في القرن التاسع عشر حتى أشرق وجه جديد للتقدم الصناعي والإنتاجي منذ أن اخترع جورج برايتون أول محرك احتراق داخلي تجاري يعمل بوقود سائل عام 1860م. عمل نيكولاس أوتو مع جوتليب دايملر وفيلهلم مايباخ على اختراع محرك رباعي الأشواط ذات شحنة مضغوطة في عام 1876م. فيما اخترع كارل بنز محرك غازي ثنائي الشوط في عام 1879م.
أما توماس يونغ فهو أول من استخدم مصطلح طاقة بمعناه الحديث. المصباح الكهربائي هو جهاز يحول الطاقة الكهربائية إلى ضوء، وبعد عدة تجارب فاشلة في عام 1879، ابتكر المخترع الأمريكي توماس إديسون وفريقه أول مصباح كهربائي عملي باستخدام الخيط القطني واستمر المصباح في الإضاءة لمدة أربعين ساعة متواصلة. قام إديسون بعد ذلك بمحاولات ناجحة لإطالة مدة إنارته، إلا أن المصباح الذي يستخدم الآن هو من فتيل التنجستن.
يجدر الإشارة إلى أن التطبيقات الأولى للكهرباء واستخدامها في فرنسا لأغراض الإنارة العامة تعود إلى عام 1880م. في فبراير 1881م تم إضاءة نيويورك وولاية إنديانا وبعد ذلك العالم.
تاريخ الكهرباء العربية
يعود تاريخ الكهرباء في مصر إلى عام 1893م، وذلك عن طريق شركة ليبون الفرنسية لتوليد الطاقة، إذ حصلت على أول امتياز من الحكومة المصرية لإدخال الإضاءة بالكهرباء في العاصمة والإسكندرية عام 1893م. كانت أولى المحطات الكهربائية في العالم على الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء. بعد ذلك جاءت مصادر الطاقة النظيفة، واستخدامًا متزايدًا لمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة الأمواج، والطاقة النووية. وهي أرخص أنواع الطاقة، تأتي بعدها في رخص التكلفة الفحم ثم الغاز.
إنتاج الكهرباء من القمامة
تُنتج محطات تحويل النفايات إلى الطاقة التي تحرق النفايات الصلبة نوعين من الرماد: الرماد المتطاير ورماد القاع. يتكون الرماد المتطاير - أو رواسب التحكم في تلوث الهواء (APC) - من الجسيمات الخطرة والدقيقة التي تتم إزالتها من غاز المداخن في محطة تحويل النفايات إلى طاقة. وهي الأبخرة الناتجة عن الحرق. بغض النظر عن ذلك، نحن أردنا أن نوضح كيف سعت الدول إلى ترفيه شعوبها بعد أن قامت بتلبية احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية. في الوقت الذي نحن دمرنا ما كان لدينا من قدرة بسيطة. إلا أن الأطراف اليمنية قد لجأت إلى معاقبة الشعب بالكهرباء من خلال بيع الكيلو الكهرباء بزيادة مقدارها 40 ضعف السعر للكيلو عما كانت تباع سابقاً. نريد أن يعلم قادة الأطراف اليمنية أن أهم شيء يحتاجه الشعب هو الطاقة الكهربائية. فإن انعدام الكهرباء أو وجودها بسعر أغلى قد شل حركة الإنتاج وأوقف عمل الورش والمصانع والمعامل. فأول ما يطلبه الشعب هو توفير الطاقة الكهربائية بسعر رخيص. فالكهرباء هي شريان حياة الشعوب، وتُقاس تقدم الدول بمقدار ما تملكه من الطاقة الكهربائية.
أصبحت الكهرباء القدرة التي تفخر بها الدول، وهي عنوان ورمز قوة الدولة الاقتصادية والصناعية والعسكرية، فكل شيء يحتاج إلى كهرباء. اليوم، الذكاء الاصطناعي يمكن أن نقطع عبره مسافة متقدمة من البون الشاسع بيننا وبين الدول. هذا يحتاج إلى كهرباء وهو كفيل بنقلنا إلى متابعة حركة سير العالم في كل المجالات. بل إنه سيشكل أفضل مصدر لتوفير الكهرباء بأسعار مناسبة. سترون الكل يعمل وينتج. فإن كنتم تفكرون بالمال وزيادة الجباية، ستحصلون من ضرائب الإنتاج أكثر مما يؤخذ الآن. لأن زيادة أسعار الكهرباء وقلة شدة التيار أوقفا الإنتاج تماماً وعطلا حركة التنمية.
فهل من مدكر؟
إرسال تعليق