جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

اليمن: تصعيد عسكري في تعز وتهديدات حوثية إقليمية تعقد جهود السلام

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي

اليمن: تصعيد عسكري في تعز وتهديدات حوثية إقليمية تعقد جهود السلام
صورة تعبيرية

يشهد اليمن تطورات عسكرية وسياسية متسارعة، تعكس تصاعد المواجهة بين الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي، في وقت تتعثر فيه جهود السلام وتتصاعد التوترات الإقليمية. 

فبينما يخوض الجيش الوطني معارك ضارية ضد الحوثيين في محافظة تعز، تستمر المليشيات في تعزيز قدراتها العسكرية ونقل أسلحة متطورة، مترافقة مع تصعيد في استهداف المدنيين. 

على الصعيد السياسي، تتعثر المفاوضات وسط استمرار التهديدات الحوثية لدول الجوار وتزايد التدخلات الدولية.


تعز ساحة المواجهة المفتوحة


شهدت محافظة تعز خلال الأسابيع الماضية تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية، حيث أعلن الجيش الوطني عن إحباط 18 هجومًا ومحاولة تسلل حوثية استهدفت مواقعه في عدة جبهات خلال شهر يناير الماضي. 

وأوضح إعلام الجيش أن المواجهات أسفرت عن مقتل 4 من عناصر الحوثي وإصابة 6 آخرين، إضافة إلى إسقاط طائرة مسيرة في جبهة الضباب وإعطاب رشاش عيار 12.7 في الجبهة الشرقية للمدينة.



 تعزيزات حوثية في الحوبان


في خطوة تنذر بمزيد من التصعيد، نقلت مليشيات الحوثي أسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز، إلى منطقة الحوبان شمال شرقي تعز. 

وتعد هذه المنطقة موقعًا استراتيجيًا بسبب قربها من البحر الأحمر وطرق الربط بين تعز ومحافظات إب وذمار، كما رصدت القوات الحكومية تحصينات جديدة في 20 موقعًا بجبهات القتال، وهو ما يعكس نية المليشيات في استمرار المواجهات وعرقلة أي تقدم للجيش الوطني.


 استهداف المدنيين واستمرار الانتهاكات


لم يقتصر التصعيد الحوثي على المواجهات العسكرية، بل امتد ليشمل هجمات مباشرة على المدنيين، حيث قُتل طفلان وأُصيب اثنان آخران جراء قصف مدفعي حوثي على منزل في مديرية مقنبة، فيما تعرضت مدرسة في منطقة الحناية لقصف بطائرة مسيرة، مما أدى إلى إصابة طالبين.

 ويأتي هذا الاستهداف في إطار سياسة ممنهجة يتبعها الحوثيون لإرهاب المدنيين وفرض مزيد من الضغط على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.


 تطورات المشهد السياسي بين الشرعية والحوثيين



رغم الجهود الدولية المبذولة لاستئناف عملية السلام، لا تزال المفاوضات بين الحكومة الشرعية والحوثيين تراوح مكانها. 

فقد رفض الحوثيون تقديم أي تنازلات سياسية جوهرية، مستمرين في التصعيد العسكري ك وسيلة للضغط على الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي. 

ويشير مراقبون إلى أن المليشيات تعتبر التوترات الإقليمية، خصوصًا في البحر الأحمر، فرصة لتعزيز موقفها التفاوضي من خلال استمرار العمليات العسكرية والتهديدات المباشرة للسعودية والإمارات.


 الانتقادات الموجهة للمبعوث الأممي


تصاعدت الانتقادات الحكومية للجهود الأممية، حيث وصف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، لقاءات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مع قيادات حوثية بأنها "انحراف عن مسار تحقيق السلام"، معتبرًا أن المبعوث فشل في إلزام الحوثيين بتنفيذ أي من الاتفاقات السابقة، مثل اتفاق ستوكهولم، الذي ظل حبراً على ورق منذ توقيعه عام 2018.


 إعادة تصنيف الحوثيين ك منظمة إرهابية


في خطوة تصعيدية، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا إعادة تصنيف مليشيات الحوثي ك منظمة إرهابية، مما يمهد الطريق أمام فرض عقوبات أكثر صرامة عليهم، ولاقى هذا القرار ترحيبًا واسعًا من الحكومة الشرعية، التي طالبت المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات جادة لتقويض القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين، ووقف عمليات تهريب الأسلحة إليهم من إيران عبر الممرات البحرية.


 الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع اليمني


استمرت مليشيات الحوثي في إطلاق التهديدات تجاه السعودية والإمارات، زاعمة أنها تستهدف "الأجندة الصهيونية" في المنطقة، وقد أثارت هذه التصريحات قلقًا متزايدًا، خصوصًا أن الحوثيين يمتلكون سجلًا طويلًا من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على المدن والمنشآت الحيوية في دول الجوار، بما في ذلك الهجوم الشهير على منشآت "أرامكو" عام 2019.


تصعيد الحوثيين ضد إسرائيل


مع تصاعد التوترات في المنطقة، استغل الحوثيون الوضع في غزة لتبرير هجمات على إسرائيل، حيث أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تجاه تل أبيب وعسقلان. 

وقد ردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت مواقع حوثية في اليمن، مما يعكس دخول الصراع اليمني في أبعاد إقليمية ودولية أكثر تعقيدًا.


تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية

يستمر الحوثيون في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما تسبب في انخفاض حركة الشحن بنسبة 50%، وتأثير سلبي على الاقتصاد الإقليمي، وردًا على ذلك، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات جوية ضد مواقع حوثية، لكن هذه العمليات لم تكن كافية لوقف الهجمات البحرية للحوثيين، الذين يراهنون على استمرار الضغط الدولي لانتزاع مكاسب سياسية.


الداخل الحوثي تحت الضغط


تواجه قيادات الحوثيين ضغوطًا متزايدة، خاصة بعد سحب عناصر بارزة من إيران والعراق خشية استهدافهم من قبل الموساد الإسرائيلي، وتم نقلهم إلى دولة إقليمية ثالثة، مما يعكس مخاوف الجماعة من تصعيد عمليات الاستهداف الاستخباراتي ضدهم في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.


الخلافات الداخلية وتصاعد السخط الشعبي


تعيش المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين حالة من التذمر الشعبي المتزايد نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والقمع الأمني الشديد، وقد شهدت صنعاء وعدة محافظات أخرى احتجاجات متفرقة على خلفية فرض مزيد من الضرائب ونهب المساعدات الإنسانية.


اليمن في دوامة التصعيد


يتجه المشهد اليمني نحو مزيد من التعقيد، مع استمرار المواجهات العسكرية، والتصعيد السياسي، والانخراط الحوثي المتزايد في الصراع الإقليمي، في ظل غياب رؤية سياسية واضحة لحل الأزمة، ورفض الحوثيين تقديم أي تنازلات، يبدو أن اليمن سيظل ساحة لصراع طويل الأمد، وسط محاولات إقليمية ودولية للحد من تداعياته على الأمن الإقليمي والعالمي.

Post a Comment

أحدث أقدم