صدى الواقع اليمني - كتب: همام الوافي
كانت النخبة السودانية العسكرية والسياسية حاضرة بكل كفاءة في التعبير عن قضيتهم.
أتذكر مرة في بداية المواجهات هناك، كان أحد السودانيين يتحدث عن ثقته المطلقة بقدرات الجيش في حسم المعركة لصالحه، تلك الثقة كانت نابعة من حس وإيمان وطنيين بداخله، لم يجعلاه يفكر باستحالة حسم المعركة، لصالح الجيش السوداني.
قيادة الجيش كانت في مقدمة المعارك طيلة المعركة، لم تتوانى خلف المساومات المدمرة.
حصلت مفاوضات بين الطرفين احتضنتها المملكة العربية السعودية في جدة، ولكن رأينا الطرف الرسمي للدولة السودانية متمسكاً بمبادئه بقوة، لم يتنازل أو يتساهل مع مطالب الدعم السريع.
كانت هناك محاولات تجر الجيش إلى مربع المساومات المدمرة، لكنه كان دائماً فطناً ذكياً للتعامل معها بطرق أثبتت الأيام أنها كانت غاية في الفن والاحتراف والمسئولية الوطنية.
مرة أخرى ومن جانب آخر أيضاً، جاءت تدخلات المبعوث الأممي إلى هناك، والتي كانت غالباً ما تحاول أن تحدث حالة إرباك في الموقف الرسمي للجيش والدولة السودانية، لكن تنبهت القيادة السودانية للأمر، ورفعت مذكرة احتجاج إلى مكتب الأمم المتحدة، تعبر فيها عن اعتراضها القاطع لتدخلات المبعوث الأممي في شئون ليست من اختصاصه ولا من مهامه المكلف بها، مطالبة بتغييره، كونه غير مرغوب به في السودان، بهذه اللهجة الصارمة أبدت القيادة السودانية موقفها ممن يحاول العبث بحاضر ومستقبل البلاد، أو فتح ثغرات متداخلة للصراع بهدف وضع وافتعال العراقيل والعقبات التي من شأنها تتويه الرأي العام وتشتيت الموقف الوطني المتماسك إلى كتل وتشكيلات متضاربة فيما بينها، لا تستطيع أن تلتقي عند فكرة أو رأي موحد مرة أخرى.
تستمر الأحداث على هذا النحو، ثبات ورسوخ وعزيمة وإصرار لدى الجيش والقوى الوطنية المساندة لخيارات الجيش.
تتحرر المناطق والمدن واحدة بعد أخرى، وينحسر موقف الدعم السريع، يوماً بعد يوم، حتى وصلت إلى آخر نقاط قوتها.
قبل أيام خرج رئيس مجلس السيادة، وقائد الجيش السوداني ، عبدالفتاح البرهان، من وسط المعركة ومن بين مقاتليه يخاطب الجميع بنشوة المنتصر، يقول لا مفاوضات ولا مساومات مع من أشهر السلاح في وجه الدولة،، هكذا تحدث الرهان، وقد صدق كثيراً فيما قاله، كون المساومات والمفاوضات مع المتمردين على الدولة تقود إلى مربعات إعطاءهم شرعية الوجود المسلح داخل الدولة.
مبارك لأحبابنا في السودان الشقيق هذا الإنجاز.
إرسال تعليق