صدى الواقع اليمني - كتب: أيمن صلاح الطاهري
يدخل اليمن مرحلة جديدة من التعقيد السياسي والاقتصادي، حيث يتزايد الضغط الشعبي في ظل غياب الحكومة عن المناطق المحررة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وانقطاع الرواتب، ما يفاقم معاناة المواطنين ومع التطورات الأخيرة داخل مجلس القيادة الرئاسي، تثار تساؤلات حول مستقبل البلاد، وما إذا كان هناك أي أفق لحل ينهي هذه الدوامة من الأزمات
في تطور لافت، تداولت مصادر سياسية أنباءً عن تقديم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، استقالته بعد تصاعد الخلافات داخل المجلس، خاصة فيما يتعلق بإقالة محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه المشهد السياسي اضطرابات متزايدة، وسط مطالبات بتغيير سياسات المجلس وتحقيق إصلاحات فعلية
بالتزامن مع ذلك، قررت المملكة العربية السعودية إنهاء إقامة المجلس الرئاسي في فندق "الريتز كارلتون" ونقل مقره إلى حي السفارات بالرياض، ما فسره محللون بأنه محاولة لإعادة ضبط العلاقة بين الرياض والمجلس الرئاسي اليمني، في ظل تراجع ثقة التحالف بقدرة المجلس على تحقيق تقدم ملموس في إدارة الأوضاع داخل البلاد
لم تكن التطورات السياسية هي التحدي الوحيد الذي يواجه اليمنيين، فالأزمة الاقتصادية لا تزال تتفاقم بشكل متسارع العملة المحلية تواصل تدهورها أمام العملات الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، في وقت لا تزال فيه رواتب الموظفين الحكوميين متوقفة منذ أشهر
يقول المواطن هادي أمين، وهو موظف حكومي في مأرب الوضع أصبح لا يُحتمل، الأسعار تزداد والراتب متوقف نحن نعيش بلا أفق واضح لمستقبلنا
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن معدلات الفقر والجوع في اليمن وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أصبح أكثر من 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة
في ظل هذه الأوضاع، يواجه اليمن خطر الانزلاق إلى مزيد من الأزمات، حيث لا يبدو أن هناك حلولًا سياسية أو اقتصادية قريبة ومع تصاعد الغضب الشعبي من سوء الإدارة الحكومية، وعدم قدرة المجلس الرئاسي على تقديم رؤية واضحة للخروج من الأزمة، يبقى مصير البلاد مجهولًا
ويرى محللون أن اليمن بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياته، من خلال إصلاحات سياسية حقيقية، وتحركات اقتصادية عاجلة، تضمن الحد من الانهيار المعيشي، وإعادة الثقة بالمؤسسات الحكومية ولكن، حتى الآن، لا يبدو أن هناك إرادة حقيقية لتحقيق ذلك، ما يجعل مستقبل اليمن مفتوحًا على جميع الاحتمالات
بين صراع سياسي محتدم، وانهيار اقتصادي متسارع، يظل اليمن في مواجهة تحديات معقدة، بينما المواطنون هم من يدفعون الثمن الأكبر فهل سيتمكن اليمن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، أم أن الأزمات ستتفاقم أكثر لتأخذ البلاد إلى سيناريوهات أكثر خطورة
إرسال تعليق