صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني
من غُرفةِ الشمسِ لا من شُرفةِ القمرْ
شَهِدتْ مصرُ عروسَ النيلِ والحَضَرْ
دعوى العروبةِ تزييفٌ ومهزلةٌ
من دونِ مصرَ كدعوى عابدِ الحجرْ
بيتان من الشعر مع العنوان تم تضمينهما من ديوان الشاعر الكبير الشيخ والقَيْل الحِمْيَري اليحيوي (المرحوم محمد أحمد منصور) شيخ مشايخ مَذْحِج، طيَّب الله ثراه، أبرز رواد المدرسة الكلاسيكية والأدب العربي، يُشيد بموقف مصر وعروبتها الأصيلة.
وها هي اليومَ صَدَقَت نبوءةُ الشاعر؛ فقد وقفت مصرُ موقفَها العربيَّ المشرِّف من قاهرة المعز، وإلى جانبها كلُّ العرب، موقفًا موحدًا لأمة العرب. أعلنت السداسيةُ العربيةُ لاءاتِها الفصيحةَ لترامب ونتنياهو. هاهنا صوتُ العرب، هاهنا صوتُ القاهرة! يا لعظمةِ الموقفِ ودهائه السياسي الموحَّد الرافض لـ"صفقة القرن"، ولدعوة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ولا لاقتطاع شبرٍ واحدٍ من أراضيه.
لا للاستيطان، ويجب إقامةُ الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أساس المبادرة العربية.
ها هي مصرُ تحتضن العربَ كلَّ العرب: اليمنيين والسودانيين والسوريين والليبيين والعراقيين واللبنانيين.
إنها مصرُ تكادُ أحجارُها أن تبتسمَ لكلِّ عربيٍ قبل بشرِها! إنها عروبةُ مصرَ، وكفى بها.
وها هي السعوديةُ تستعيدُ مواقفَ فيصلها الأكتوبريةَ، لتقفانِ في الوقتِ والموقفِ والمكانِ المناسب.
وها هي دولُ الخليج العربي والأردنُ تُدوي لاءاتُها في أذنِ نتنياهو. فشلت مخططاتُ قيادة الكيان الإسرائيلي، ورَبِحَت مصرُ والسعوديةُ البَيعةَ العربيةَ في قيادة الأمة والتصدِّي لأي عدوان.
هُزِمَت همجيةُ جيش الكيان أمام إرادة الشعب الفلسطيني بعد نضالِ قرنٍ من الزمان.
لن تَصفِرَّ القضيةُ الفلسطينيةُ! اليومَ يجب أن يكون هناك موقفٌ موحَّدٌ تجاه قضايا الأمة، وإيقافُ الحروب الناشبة في الدول العربية، ووضعُ خطةٍ لقيام الاتحاد العربي، ومشروعُ الخليج لإعادة بناء اليمن وسوريا وليبيا؛ لأن استمرارَ إعلانِ منطقة الشرق الأوسط منطقةَ حربٍ يهدفُ إلى عودة رؤوس الأموال العربية إلى الغرب، وشلِّ حركة التجارة والاقتصاد العربي، وتوجيهِ ضربةٍ للأسواق التجارية والممرات المائية وطرق التجارة البحرية.
انظروا إلى إسرائيل! لقد جرَّبت أخيرًا مرارةَ هزيمةِ الحرب، ولن تستطيع أن تعودَ إلى ما كانت عليه حتى بعد عقدين من الزمن. لذا هي تبحث عن تعويضٍ لهزيمتها، هيهات لها ذلك!... فهل من مُدَّكِر؟
إرسال تعليق