صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني
العول: هو الطعام والقوت للعيال، كما يعني أيضًا السند الذي يُستعان به. أما اصطلاحًا، فالعول في الإرث هو حالة نقص التركة عن سهام الورثة، فيُرد النقص على بعضهم دون آخر، بحسب كل حالة. غير أن العامة يوردون النقص على جميع أصحاب الفروض، كلٌ بحسب فرضه.
أما "الرد"، فهو تعديل تقسيم التركة ليصبح أصل المسألة أكبر من سهام الورثة، مما يؤدي إلى تقليل عدد الأسهم عند التقسيم. في حالة العول، يتم تعديل التركة إلى عدد أقل من الأسهم، بينما في حالة الرد، يتم تعديلها لتكون أكثر ملاءمة للورثة. ويرى أئمة الشيعة أن الزيادة تُرَدُّ إلى أهل الغرم.
وقد قيل: لم يكن العول في عهد رسول الله ﷺ، ولا في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأول من قال بالعول في الإسلام هو العباس بن عبد المطلب، إذ قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين وقعت هذه الحادثة: "أعيلوا الفرائض". أما في اليمن، فقد ضاعت التركة بكاملها، وعجز حكام الفرائض عن قسمتها بين العصابة، بدلاً من توزيعها على أهل الفروض.
الصول: الصَّوْلَةُ تعني الهجوم والغلبة، فيُقال: "صَالَ الأسدُ على الفريسة" أي وثب عليها، و"صَالَ المعتدي على غيره" أي سطا عليه وقهره. أما "الصائل"، فهو كل من قصد إنسانًا في نفسه أو أهله أو ماله، أو دخل منزله بغير إذنه، فللمعتدى عليه دفعه.
فهل حكام اليوم يمارسون عمل الصَّائِل بحق الشعب؟! بينما كان الأولون يناقشون كيفية حل إشكالية العول، واختلافهم حول الرد، أهو للعصبة أم لأهل الغرم من الورثة، نجد اليوم أن التركة قد ضاعت، ومُزِّق حصرها، وكل مسؤول استولى على جزء منها، باسطًا يده عليها بثبات، حائزًا على أملاك الورثة، مقابل أجرة الحكم!
فأين حقوق الشعب؟ ومن هو القسَّام الحقيقي بين هؤلاء؟ أم أننا في آخر الزمان، زمن ضياع علم المواريث؟ أم أنها ثقافة "الإكديش"؟! والإكديش يتزاوج، أما البغل والنغل والجحش، فنسلهم مقطوع، لا تزاوج لهم... فهل من مُدَّكر؟!
إرسال تعليق