جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

المُتسلِّط النَّتِن ومُحَنَّب ترامب

صدى الواقع اليمني - كتب: محمد محمد السفياني



بينما يؤكِّد جيشُ المُتسلِّط "نتنياهو" وقوفَه خلفَ القصف الذي استهدف مخيَّمًا للاجئين الفلسطينيين بجوار منظمة الأونروا، وأسفر عن مقتل 40 إنسانًا معظمُهم من الأطفال، إلا أن جيشَ عدوِّ الإنسانية "الإسرائيلي" يزعمُ كذبًا أن "طائرةً عسكريةً قصفت مجمَّعًا لحماس"، ويصفُ هذه الضربةَ بأنها "مشروعةٌ بموجب القانون الدولي"، وهذا نتاجٌ لاستمرار تسلُّط المُجرم نتنياهو.  

يُعرَّف المُتسلِّط بأنه "نوعٌ يجمع بين سِمَتين رهيبتين: التَنَمُّر والانتصار للذات"، كما يقول الدكتور "ماير"، موضِّحًا أن المُتنمِّرين "يبنون أنفسهم عبر توجيه الأذى إلى الآخرين، ويشعرون بالفرح حين يرون الناسَ يتألَّمون. 

ولا يشغلُهم إلا الفوزُ، بل لا يتردَّدون في التهديد لتحقيق أهدافهم". لذا يُحذِّر الدكتور "بورغو" من أن النرجسيَّ المُتسلِّط "في أشدِّ حالاته سُمِّيَّةً، قد يجعل الإنسانَ يشكُّ في نفسه وقيمته كبشر". وهذا بالضبط ما يفعَلُه مُجرمٌ مثل نتنياهو.  

أما ترامب، فقد هدَّد الطرفَ المُجنى عليه (الفلسطينيين)، وحَنَّبَ العربَ. والحَنَبُ هو اعوجاجٌ في ساقَي الفرس يمنعُها من الحركة. وحَنَبةُ هي إحدى عزل مديرية قُطَابِر في محافظة صعدة اليمنية، ويبلغ تعداد سكانها 6256 نسمةً حسب التعداد السكاني. 

فهل استطاع ترامب أن يُحَنِّبَ العربَ ويَمنعَهم من الحركة، ويُحِيطَ بهم الطُّرقَ والحُوَيْصَ (الطريق الضيِّق)، كما هو حال موقع حَنَبة صعدة بين العزل الأخرى؟ أم أن الأمرُ انتهجَ طريقةً عيشيةً لا رأيَ لها سوى التسليم بما ستؤول إليه الأمور، وكأنه قَدَرٌ مَقْدور؟  

لكننا نخشى من حَسْرِ الأمة. والحَسْرُ هو إحدى قرى عزلة زارة من مديرية لودر بمحافظة أبين. بل إن الحَسَرَ (في الطب) هو ضيقُ مؤخرة العين أو "قصر النظر"، كما يشير إليه معظمُنا؛ حالةٌ تُصيب العينَ بحيث تُبصر الأشياءَ القريبةَ بوضوح، بينما تظهر الأشياءُ البعيدةَ ضبابيةً. 

هذه الحالةُ شائعةٌ جدًّا، والكثيرُ من المصابين بها لا يكتشفونها فورًا؛ إذ لا تظهر جميعُ الأشياء إلا ضبابيةً. وكما يُوصَف به الحاكمُ الذي تكون رؤيتُه للأشياء ضيِّقةً، ولا يملك رؤيةً لأبعاد ما يحيط به وبوطنِه وأمَّتِه من مخططات تآمرية، وبعدَ ذلك يدَّعي الحسرةَ والندامةَ حين لا ينفع الندم!  

فهل مِن مُدَّكِر؟

Post a Comment

أحدث أقدم