جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

الحلوف والمعلوف

صدى الواقع اليمني - كتب: محمد السفياني

الصحفي محمد السفياني


الحلوف: هو دائم الحلف، صدقًا وكذبًا. وفي اللغة العربية، الحلوف يعني الخنزير، ولا تزال هذه الكلمة مستخدمة في لغة المغرب العربي، ومنها كلمة "حلفا" و"حلفاء". وهذا هو سبب كتابتي لهذا الموضوع، عندما قال ترامب إن بوتين تحدث معه عن كيف كانوا حلفاء ولطفاء في الحرب العالمية الثانية. هذا التصريح يمثل لطمة قوية لأوروبا، وبالذات لألمانيا، التي بالغت في الأيام السابقة في حرب غزة في انحيازها إلى أمريكا وإسرائيل.

قد يقول قائل: هل كلمة "حلفاء" مشتقة من "حلوف" بمعنى الخنزير، أم من "الحلف" بمعنى المعاهدة؟ أقول: المقصود بها هو المعنى الأول، أي الخن.زير، إضافةً إلى الإشارة إلى الاستمرارية في إنشاء التحالفات والتعصبات ضد الدول التي تخالفهم. فبوتين وترامب هما في حلف خيانة لحلفائهم. ألم يخن ترامب أوكرانيا وأوروبا؟ وكذلك خان بوتين سوريا بعدما أوهمها بأنه سيصونها، فكانت صيانته لها أن طائراته قتلت الشعب السوري، لكنه لم يصنها من الطيران الإسرائيلي، ثم سلمها لأمريكا.

وهكذا فعل السوفييت مع بيروت في السبعينيات والثمانينيات، كما يروي جورج حاوي، المسيحي الأرثوذكسي، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ونائب رئيس مجلس المقاومة اللبنانية (جمول)، عندما طلب من القادة السوفييت التدخل لوقف الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، فكان الرد: "أتريد أن نقيم حربًا عالمية من أجل بيروت؟!". وكذلك فعلت روسيا مع مصر وليبيا.

كل هذا ليُدرك العرب أن الإنسان العربي يُقتل إما بسلاح أمريكي أو بسلاح روسي أو بتآمرهما. فكلاهما سبب في تفكك العرب، وكلاهما لم يشبع، بل يسعيان لنهب ثروات الآخرين، رغم أن بلديهما من أغنى بلدان العالم، وما تنتجه ثرواتهما يكفي ثلثي العالم، لكنها ثقافة ال.خ.ن.ز.رة، حيث يترك الخ.ن.زير كل أعشاب ومأكولات الكون، ويذهب وراء القاذورات والدود!

لذا، فإن ما أفصح به ترامب بأن بوتين ذكّره بشراكة بلديهما في الحرب العالمية، هو إقرار بأن ما يجمع بينهما هو الحرب والإجرام، ليس إلا. وعلى أوروبا أن تنتظر الدوائر التي ستدور عليها...

أما المعلوف، فهو الأنعام التي تعتمد على من يُطعمها ويُعلفها، وهذه لا تجب عليها الزكاة. أما السائمة، فهي التي تأكل من حشائش الأرض، ولذلك تجب عليها الزكاة.

فماذا عن فرقاء اليمن المعلوفين؟! فكل طرف يتبع الحلوف الذي يعلفه، بينما الشعب يعيش مثل السائمة على أرض محروقة، وقد وجبت عليه دفع الزكاة للمعلوف التابع للحلوف...

فهل من مُدَّكر؟!

Post a Comment

أحدث أقدم