جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

الألغام الحوثية.. حصادة أرواح مدفونة تفتك باليمنيين

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي



في ظل استمرار الصراع الدائر في اليمن، تظل الألغام الأرضية والمتفجرات التي زرعتها مليشيا الحوثي واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه المدنيين، حيث تحصد الأرواح وتدمر سبل العيش وتعرقل جهود إعادة الإعمار. 

وفي حادثة مأساوية جديدة، تعرض قطيع من الأغنام لمذبحة إثر انفجار حقل ألغام في محافظة مأرب، مما أدى إلى نفوق 22 رأسًا من الماعز، بينما نجا صاحب القطيع بأعجوبة. 

هذه الحادثة ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الشعب اليمني.



مأساة القطيع: انفجار لغم يقتل 22 رأسًا من الماعز

وفقًا لمصادر محلية، كان المواطن
صورة تعبيرية


في ظل استمرار الصراع الدائر في اليمن، تظل الألغام الأرضية والمتفجرات التي زرعتها مليشيا الحوثي واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه المدنيين، حيث تحصد الأرواح وتدمر سبل العيش وتعرقل جهود إعادة الإعمار. 

وفي حادثة مأساوية جديدة، تعرض قطيع من الأغنام لمذبحة إثر انفجار حقل ألغام في محافظة مأرب، مما أدى إلى نفوق 22 رأسًا من الماعز، بينما نجا صاحب القطيع بأعجوبة. 

هذه الحادثة ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الشعب اليمني.



مأساة القطيع: انفجار لغم يقتل 22 رأسًا من الماعز

وفقًا لمصادر محلية، كان المواطن "صالح سعيد القبيسي" يسوق قطيعًا من الأغنام يضم 25 رأسًا من الماعز في جبل "الدومة" بسلسلة شعاب ملعاء بين مديريتي حريب والجوبة جنوبي مأرب.

 وبينما كان القطيع يسير في المنطقة، انفجر لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي، مما أدى إلى نفوق 22 رأسًا من الماعز على الفور. 

ولحسن الحظ، نجا القبيسي من الانفجار، لكنه خسر مصدر رزقه الرئيسي.

وكان القبيسي في طريقه من المرعى في وادي حريب لبيع بعض الأغنام في سوق مدينة حريب عندما وقعت الحادثة. وتعد هذه المنطقة واحدة من العديد المناطق التي زرعت فيها مليشيا الحوثي شبكات واسعة من الألغام، خاصة في الطرق التي يستخدمها الرعاة والمدنيون للتنقل بين المناطق.



الألغام الحوثية: سلاح دمار شامل ضد المدنيين

خلال السنوات الماضية، قامت مليشيا الحوثي بزراعة مئات الآلاف من الألغام في المناطق التي تسيطر عليها أو تلك التي تنسحب منها، خاصة في المحافظات الشمالية والغربية من اليمن. 

وتشير التقارير إلى أن هذه الألغام تم زرعها بشكل عشوائي في المناطق السكنية والطرق العامة والأراضي الزراعية، مما يجعلها تهديدًا دائمًا لحياة المدنيين.

وفي محافظة لحج، جنوبي اليمن، استشهد شاب مدني يبلغ من العمر 17 عامًا إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات ما زرعته مليشيا الحوثي. 

وذكر مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية اليمنية أن الشاب، الذي لم يكشف عن اسمه بالكامل، استشهد متأثرًا بجراحه بعد نقله إلى مستوصف عُطاف بقرية قريضة. 

وتم تسليم جثمانه لأهله لدفنه، في مشهد مأساوي أصبح مألوفًا في مناطق كثيرة من اليمن.



أرقام صادمة: أكثر من مليوني لغم مزروع

وفقًا لتقارير حكومية ودولية، زرعت مليشيا الحوثي أكثر من مليوني لغم في مختلف المناطق اليمنية منذ بداية الحرب التي اندلعت إثر انقلابها على الحكومة الشرعية في 21 سبتمبر 2014. 

وراح ضحية هذه الألغام الآلاف من المدنيين الأبرياء، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما يعاني آخرون من إعاقات دائمة بسبب الإصابات الخطيرة التي تسببها الانفجارات.

وتشير الإحصاءات إلى أن الألغام الحوثية تسببت في مقتل وإصابة ما يزيد عن 10,000 مدني منذ بداية الصراع، مع استمرار تسجيل حالات جديدة بشكل يومي. 

وتعد محافظات مأرب والحديدة وتعز ولحج من بين أكثر المناطق تضررًا من هذه الألغام، حيث تنتشر فيها حقول ألغام واسعة النطاق.



مسام: جهود إنسانية لنزع الألغام وإنقاذ الأرواح

في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة مسام (MASAM) في عام 2018، بهدف نزع الألغام الأرضية والمتفجرات من الأراضي اليمنية. 

تعمل المبادرة تحت إشراف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتستهدف تنظيف المناطق المتضررة من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي.

أهداف مبادرة مسام

 نزع الألغام والمتفجرات لتقليل الخسائر البشرية بين المدنيين، خاصة الأطفال والنساء الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا.

و إزالة العقبات التي تعيق إعادة الإعمار وتوفير بيئة آمنة للعودة النازحين.

مع توفير التدريب اللازم للفرق اليمنية المتخصصة في نزع الألغام لتعزيز قدراتها المحلية.


إنجازات مسام

وفقًا لتقارير مركز الملك سلمان للإغاثة، نجحت مسام في نزع وتدمير مئات الآلاف من الألغام والمتفجرات منذ انطلاقها. على سبيل المثال، في عام 2023، تم نزع أكثر من 400,000 لغم ومتفجر في مختلف المحافظات اليمنية، بما في ذلك تعز والحديدة ومأرب.

وتواصل الفرق العاملة في المبادرة عمليات المسح الميداني ونزع الألغام في المناطق الخطرة، مع التركيز على المناطق السكنية والزراعية والطرق الرئيسية.

وتقوم مسام بحملات توعوية لتثقيف السكان المحليين حول مخاطر الألغام وكيفية التعامل معها.


التحديات التي تواجه مسام

تواجه مبادرة مسام تحديات كبيرة في تنفيذ مهامها، حيث تنتشر الألغام بشكل عشوائي وواسع النطاق، خاصة في المناطق الوعرة والجبلية التي يصعب الوصول إليها. 

بالإضافة إلى ذلك، يستمر الصراع في بعض المناطق، مما يعيق جهود نزع الألغام ويعرض حياة الفرق العاملة في المبادرة للخطر.



حالات أخرى: ضحايا الألغام في تعز ولحج

في محافظة تعز، انفجرت عبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي بالقرب من معسكر التشريفات المحاذي للمنفذ الشرقي لمدينة تعز.

 وأدى الانفجار إلى اندلاع حريق وإثارة حالة من الخوف والهلع بين المواطنين المتنقلين عبر المنطقة.

 وفي الوقت نفسه، استهدفت المليشيات الحوثية مواقع القوات الحكومية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني.

وفي محافظة لحج، لا تزال الألغام الحوثية تحصد الأرواح بشكل مستمر.

 ففي وادي اللُّخب بمديرية صبر، لقي شاب يبلغ من العمر 17 عامًا مصرعه إثر انفجار لغم أرضي. ونقل الشاب إلى مستوصف عُطاف في قرية قريضة، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه. 

هذه الحادثة ليست سوى واحدة من عشرات الحوادث المماثلة التي تحدث بشكل يومي في المناطق الريفية والجبلية.



قصص إضافية لضحايا الألغام

الطفل أحمد

في قرية نائية بمحافظة الحديدة، كان الطفل أحمد البالغ من العمر 12 عامًا يلعب مع أصدقائه بالقرب من منزله عندما انفجر لغم أرضي. 

أدى الانفجار إلى مقتل صديقين له وإصابة أحمد بجروح خطيرة تسببت في بتر ساقه اليمنى.

 يقول والده: "لم نكن نعلم أن المنطقة مليئة بالألغام. لقد فقدنا كل شيء بسبب هذه الحرب."

السيدة فاطمة

في محافظة مأرب، كانت السيدة فاطمة تسير مع أطفالها لجلب الماء من بئر قريب عندما انفجر لغم أرضي.

 أدى الانفجار إلى مقتل طفلها البالغ من العمر 8 سنوات وإصابتها هي بجروح بالغة.

 تقول فاطمة: "لم أكن أتوقع أن تكون حياتنا مهددة بهذا الشكل. نحن فقط نريد العيش بسلام."


إحصائيات مفصلة عن الألغام

يبلغ عدد الألغام المزروعة أكثر من 2 مليون لغم، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
 نجحت مبادرة مسام في نزع أكثر من 500,000 لغم حتى الآن

ويبلغ عدد الضحايا أكثر من 10,000 مدني بين قتيل وجريح.

أكثر المحافظات تضررًا هي مأرب، الحديدة، تعز، لحج.



جهود محلية ودولية لنزع الألغام

الجهود المحلية:
فرق نزع الألغام اليمنية تعمل العديد من الفرق المحلية بالتعاون مع مبادرة مسام لتنظيف المناطق المتضررة.

حملات التوعية: تقوم المنظمات المحلية بحملات توعوية لتثقيف السكان حول مخاطر الألغام.

الجهود الدولية

الأمم المتحدة تدعم برامج نزع الألغام في اليمن من خلال توفير التمويل والخبرات الفنية.

الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات مالية لشراء المعدات وتدريب الكوادر.

دول الخليج تساهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في جهود نزع الألغام.



تداعيات الألغام على المجتمع اليمني

تتجاوز تأثيرات الألغام الحوثية الخسائر البشرية المباشرة، حيث تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد اليمني الهش. 

فالألغام تعيق حركة التجارة والزراعة، وتجعل من المستحيل على المزارعين الوصول إلى أراضيهم، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وزيادة معدلات الفقر. 

بالإضافة إلى ذلك، تمنع الألغام عودة النازحين إلى ديارهم، مما يزيد من أزمة النزوح الداخلي التي يعاني منها اليمن.



الألغام الحوثية جرح نازف في جسد اليمن

تظل الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه اليمن، حيث تحصد الأرواح وتدمر سبل العيش وتعرقل جهود إعادة الإعمار. 

وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية، تبرز مبادرة مسام كجهود إنسانية تستحق التقدير، حيث تساهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح وتمهيد الطريق لإعادة الإعمار.

ومع ذلك، تظل الحاجة ملحة إلى دعم دولي أكبر لتعزيز جهود نزع الألغام وحماية المدنيين من هذا الخطر الدائم. 

فالألغام ليست مجرد أسلحة تقتل في الحاضر، بل هي أيضًا تهديد للمستقبل، حيث ستستمر في حصد الأرواح لسنوات قادمة إذا لم يتم التصدي لها بشكل فعال.



توصيات لمواجهة الأزمة

يجب على المجتمع الدولي زيادة الدعم المالي لبرامج نزع الألغام في اليمن مع ضرورة توسيع حملات التوعية بمخاطر الألغام في المناطق الريفية والنائية و توفير المزيد من برامج التدريب للفرق اليمنية المتخصصة في نزع الألغام.

إلى ذلك فإن محاسبة مليشيا الحوثي على جرائمها ضد الإنسانية، بما في ذلك زرع الألغام واجب على المجتمع الدولي.

ويعيش اليمن مأساة إنسانية غير مسبوقة، والألغام الحوثية هي واحدة من أبرز تجليات هذه المأساة. 

إن إنقاذ اليمن من هذه الكارثة يتطلب جهودًا مشتركة من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى التزام محلي بإنهاء الصراع وبناء مستقبل آمن للأجيال القادمة.

ضع عنواناً قصيراً شيق يجذب انتباه القراء ومميز لم يستخدمه آخرون 

Post a Comment

أحدث أقدم