جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

رمضان في تعز.. فرحة منقوصة في ظل أزمة اقتصادية خانقة

صدى الواقع اليمني- تقرير: حسين الشدادي


مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، شهدت مدينة تعز استعدادات متواضعة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث انعكست الأزمة الاقتصادية الخانقة وانهيار سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، ما جعل استقبال رمضان هذا العام أقل بهجة وأثقل عبئًا على كاهل الأسر اليمنية.

أسواق متأثرة وارتفاع جنوني للأسعار

خلال نزول ميداني لفريق صدى الواقع اليمني إلى الأسواق والشوارع الرئيسية في تعز، بدا واضحًا أن الأسواق لم تشهد ذلك الزخم المعتاد مع اقتراب رمضان، فالحركة الشرائية ضعيفة، والبائعون يشتكون من تراجع الإقبال.

وفي حديثه للصحيفة، قال التاجر "أبو وليد"، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في شارع جمال:
"كل عام كنا نشهد ازدحامًا كبيرًا في هذه الفترة، لكن الآن الوضع مختلف تمامًا، المواطن لم يعد قادرًا على شراء احتياجات رمضان كما كان سابقًا، فكل شيء أصبح غاليًا.. السكر والدقيق والزيت أسعارها تضاعفت، حتى التمور التي كانت تعتبر من الأساسيات أصبحت خارج متناول الكثيرين."

وبحسب التجار، فإن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بشكل كبير، حيث تجاوز سعر كيس الدقيق (50 كجم) حاجز 40 ألف ريال، فيما ارتفع سعر السكر إلى 35 ألف ريال للكيس، والزيت إلى أكثر من 20 ألف ريال للعبوة الكبيرة، وهو ما يضع العائلات اليمنية في مأزق حقيقي، خصوصًا في ظل انعدام الرواتب وثبات الدخل لدى الكثيرين.

المواطنون: رمضان هذه السنة سيكون مختلفًا

رصدت صدى الواقع اليمني آراء بعض المواطنين حول استقبال رمضان في ظل هذه الأزمة، حيث عبروا عن قلقهم من ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على تأمين الاحتياجات الأساسية.

يقول "أحمد عبد الله"، وهو موظف حكومي لم يتقاضَ راتبه منذ أشهر:
"رمضان هذا العام صعب جدًا، لا يوجد رواتب، والأسعار تزداد يوميًا، حتى المساعدات التي كنا نعتمد عليها تقلصت. نحاول تدبير أمورنا بأبسط ما يمكن، لكن الوضع يزداد سوءًا."

أما "أم خالد"، وهي ربة منزل، فقد تحدثت عن تأثير الأزمة على تجهيزات رمضان قائلة:
"كنا نشتري الزبيب واللوز واللحوم بكميات كافية، لكن الآن صرنا نحسب حساب كل شيء.. حتى الفطور أصبح يعتمد على الأساسيات فقط."

أثر انهيار الريال على الأسواق

يعتبر انهيار العملة المحلية أحد أبرز العوامل التي فاقمت الأزمة الاقتصادية، حيث تجاوز سعر صرف الدولار 1800 ريال يمني، فيما يقترب الريال السعودي من حاجز 500 ريال، ما تسبب في ارتفاع جنوني للأسعار دون وجود حلول حكومية جادة للحد من التدهور الاقتصادي.

يقول الخبير الاقتصادي "محمد الأسدي" لـ صدى الواقع اليمني:
"التضخم الحالي والارتفاع الحاد في أسعار السلع ناتج عن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، واستمرار انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. في ظل غياب أي حلول اقتصادية، ستزداد معاناة المواطنين خلال شهر رمضان."

تراجع المساعدات الإنسانية يزيد الطين بلة

لم يقتصر الأمر على ارتفاع الأسعار فقط، بل إن تقلص المساعدات الإنسانية التي كانت تسهم في تخفيف العبء عن آلاف الأسر الفقيرة، جعل الوضع أكثر تعقيدًا. العديد من المواطنين الذين كانوا يعتمدون على المنظمات الخيرية والمساعدات الغذائية لم يتلقوا شيئًا هذا العام بسبب تراجع الدعم الدولي، مما فاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفًا.

يقول "أبو ياسر"، وهو أحد المواطنين الذين كانوا يعتمدون على المساعدات الغذائية:
"كنا نتلقى سلة غذائية قبل رمضان، لكنها لم تصل هذه السنة. الآن نحن مجبرون على تدبر أمورنا بأي طريقة، حتى لو اضطررنا للاقتراض."

بين الأمل والمعاناة.. رمضان في تعز بنكهة الصبر

على الرغم من التحديات الاقتصادية القاسية، إلا أن روح التكافل الاجتماعي لا تزال حاضرة في تعز، حيث بدأت بعض المبادرات الشبابية والخيرية بجمع التبرعات وتوزيع وجبات الإفطار للأسر المحتاجة، في محاولة للتخفيف من وطأة الأزمة.

يقول الناشط المجتمعي "خالد الوصابي":
"نحاول أن نوفر وجبات للفقراء قدر المستطاع، ونحث الميسورين على التبرع ومساعدة المحتاجين، لأن الوضع أصبح كارثيًا."

ومع حلول رمضان، يواجه المواطن اليمني تحديًا جديدًا يتمثل في الصمود أمام الظروف المعيشية القاسية، وسط غياب أي حلول اقتصادية حقيقية، ومع استمرار انهيار العملة وارتفاع الأسعار، سيبقى الشهر الفضيل بالنسبة لكثير من الأسر موسمًا للصبر قبل أن يكون موسمًا للفرح.


:رابط الفيديو

https://youtu.be/vBU7awakTpA?si=opDX8dYnz8sPAi7f

Post a Comment

أحدث أقدم