صدى الواقع اليمني _ كتب : محمد السفياني
الجراك نوعان من التبغ يتناوله الشاب السعودي والخليجي بالنارجيلة أو المداعة. لقد كانت ولعة الثمانينات والسبعينيات والتسعينيات حتى انتشرت الشيشة والمعسل. أما جروك 3 فهو روبوت محادثة ذكاء اصطناعي جديد أعلن عنه إيلون ماسك في دبي، وأعلن أنه سيطلق هذا الروبوت خلال أسبوعين عبر شركته "إكس إيه أي" (Xai) للذكاء الاصطناعي. لكن شركة "أوبن إيه أي" (OpenAI) التي أسسها ماسك وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه أي، تقول إن ماسك يكذب بشأن جروك 3. فهل يعقل هذا وماسك الآن المستشار المقرب من ترامب وهو الآن مسؤول إدارة الكفاءة (Doge) في البيت الأبيض؟ أم أن هذا يأتي في إطار الصراع بين الشركتين والشخصين، ماسك وألتمان، حيث عرض ماسك 94 مليار دولار لشراء شركة أوبن إيه أي، وقد أرادت الشركة أن تغير نشاطها للربح لكن إيلون ماسك رفع قضية لمنعها؟
ما يهمنا أن الإمارات دخلت في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بمبالغ كبيرة جداً لتكون مركزًا للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، وقد خرجت من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مع الصين. السعودية أيضاً دخلت باستثمار في هذا المجال، فقد وقعت شركة "غروك" (Groq) الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي شراكة مع "أرامكو" لإنشاء مركز بيانات ضخم في السعودية، بهدف أن يصبح مركزًا للشركات التي تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند. وقد بدأ المشروع بتسعة عشر ألف وحدة معالجة للغة، ومن المتوقع أن يصل إلى مائتي ألف وحدة معالجة. وسيكون المركز في كاليفورنيا الأمريكية.
ويبدو أن الاستثمارات في السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي قد وصلت إلى أكثر من ثلاثين مليار دولار، بحيث يكون من السهل الوصول إلى 4 مليارات شخص في غضون 100 مللي ثانية، وهو مقياس لسرعة نقل البيانات بين موقع المعالجة والمستخدمين. يُعد هذا أسهل وأسرع طريق للحاق بالدول المتقدمة، لكن إن لم تكن هناك بنية تحتية قوية في الدول العربية، فإنه من السهل الاستثمار الوهمي في هذا الخيال الكبير. فإن لم يكن لديك كوادر قادرة على إدارة وتصنيع الروبوتات وتوطين هذه الصناعات التقنية وفتح مجال الابتكار والتطوير، فإن هذه التقنيات تحتاج إلى تحديثات دائمة. كل تطبيق أو روبوت جديد يقضي على موديلات الروبوتات السابقة. فما قاله ماسك إن روبوت جروك 3 سوف يقضي على الروبوتات السابقة. ما يشهده العالم من سباق سريع يحتاج إلى العمل الدؤوب واستقطاب العقول الذكية بدلاً من محاربتها وإهمالها.
فهل من مدكر؟
إرسال تعليق