صدى الواقع - كتب : سليمان الشرجبي
اتضحت كل النوايا تجاه المعلم من السلطة المحلية ومن تدعي تمثيل المعلم، بأنهم جميعاً لا تهمهم حياة وكرامة وهيبة المعلم أو إنسانيته، وما تراه منه إلا أنه مما ملكت أيمانهم، أو أنه من سقط المتاع. وهذا يعتبر آخر مسمار تضربه ما تسمى بنقابة المعلمين في نعشها، لأن المعلم قد ألف وعودها العرقوبية في تنفيذ وعودها منذ عام 2012م، وأثبتت فعلاً أنها ما زالت تعيش بعقلية المناكف فيما قبل عام 2012م فقط لا الحقوقي، وما زالت تعتقد أن المعلم لم يعي الدروس التي مرت منذ عام 2015م وإلى اليوم.
كذلك من المستغرب جداً ما يجري من السلطة المحلية بكل مسميات مكاتبها التنفيذية من غض الطرف عما هو حادث للمواطن والموظف من جور وظلم الحصار على تعز من مليشيات الحوثي، ولكن الأمر منه حصار الداخل ممن يمثلون الدولة، فحصارهم وظلمهم أشد. وليعلم الجميع أن المعلم والموظف قد شب عن الطوق ولن يرضخ لما تراه سلطة الأمر الواقع في تعز.
فإذا كنا في اتحاد التربويين اليمنيين أعلننا بدء الإضراب، ليس عن ترف أو نزق أو هروب من مسؤوليتنا، بل أصبح الإضراب ضرورة ملحة لأن الضر قد مس العظم منا في حقوقنا المعنوية، النفسية، الاجتماعية، الصحية، العملية، والعلمية. ثم اكتمل الاغتيال للمعلم والموظف في حقوقه المالية، وعليه فإننا أمام واقع لا نحسد عليه في كل جوانب حياتنا، ولم يبق ما نخاف عليه أو منه، لذلك مستمرون في إضرابنا.
وأمام ما حدث يوم الجمعة 10 يناير، فإننا سنصعد من الإضراب العام إلى البدء بالاعتصامات السلمية بما كفله الدستور والقوانين النافذة في البلاد. وليكن معلوماً أنَّنا، بعد تجاربنا المتراكمة منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، قد اكتسبنا مناعة ضد التبعية الحزبية الضيقة، ولم يبق لنا إلا حزب واحد وهو (حقوقنا)، فحزبنا حقوقنا فقط.
والله المستعان.
إرسال تعليق