جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

ضياع الدولة بين فاشر وداشر

صدى الواقع - كتب: محمد محمد السفياني



قبل أن نتحدث عن الفاشرين ولماذا اخترت هذا العنوان، الفاشر هو ذلك الذي يبالغ بالكذب بما ليس فيه ويحكي كل شيء ويبالغ فيه مخالفًا للواقع، ويصنع لنفسه حكايات وروايات من نسج الخيال. أما قضية اختياري للفاشر فهي نسبة إلى عاصمة ولاية دارفور السودانية التي تسمى (الفاشر) وهي أجمل المناطق خضرة وثمرة وكانت تكسو الكعبة، ويسكنها أكثر من مليون ونصف نسمة. لكن بسبب الفشر، كل بضع سنوات تقام فيها حرب، فتدمر ويقتل شبابها وتُعاد بناءً من جديد ثم تُهدم. هكذا حال واقعنا الذي آل إليه اليمن، بل ومعظم الدول العربية. أما الداشر فهو الذي يعيش بانحطاط، لا يريد دولة ولا قانون، وليس عنده أي قيم أخلاقية تمنعه وتنظم سلوكه. هؤلاء يعيشون في الفوضوية والسلب والنهب.

لقد كالوا الأكاذيب في العام 2011م، منهم من قال بأن اليمن بحر من ذهب أسود، والآخر ينام ويصبح يخطب بأن اليمن مليء بالذهب الأصفر. وعندما وصلوا إلى الحكم، عجزوا عن توفير دبة البترول بضعف قيمة ما كانت تقدم للشعب، وافتضح الزنط الحيسي. لذا يجب أن نحدث الناس بالصدق والعدل، لا بلغة الفشر والزنط. فالحروب تجعل من توافه الناس مشهورين، وكل عاجز يدعي المظلومية تبريرًا لفشله في التعليم وعدم قدرته على اكتساب مهنة أو مهارة يعيش عليها، وفضل الشكوى الذليلة والبكاء وضراعة الأطفال والضعفاء. البعض تعود على السفه والسب، وهناك من فضل العيش على مهنة البندقية واعتاد على نهب وتهديد الناس والتقطع لهم، تارة باسم الدين، وتارة باسم رسوم دخول المنطقة، وتارة باسم تأمين الطريق. وبهذا مزقوا الوطن شر ممزق، وأوصلوا البلاد والشعب إلى ظلام دامس، حتى أصبحنا نطلب الأمس فيزداد امتناعًا، ونطلب الغد فيزداد ضياعًا. وكل هذا بسبب كل زناط وداشر وفاشر.

أيها الشعب، إن الأوطان تبنى بالرؤى والعلم والمهن وحب الوطن بالسر والعلن. فحب الوطن لا تعبر عنه الشجاعة الموسمية ولا الخطاب الديني ولا الشعارات، وإنما العمل بإخلاص في بناء وتنمية الوطن... فهل من مدكر؟

Post a Comment

أحدث أقدم