صدى الواقع - كتب : حسين الشدادي
في خضم الصراعات السياسية والاجتماعية التي تعصف باليمن منذ سنوات، تبرز ظاهرة مثيرة للقلق تتمثل في وجود مسؤولين في قيادة "الشرعية"، لا يمتلكون أي سند وظيفي أو حزبي أو اجتماعي يبرر وجودهم في المناصب السيادية العليا.
هؤلاء المسؤولون، الذين يفتقرون إلى التاريخ النضالي أو السياسي، ولا يتمتعون بمهارات تكنوقراطية تخدم الدولة، يظلون رغم ذلك في مواقعهم رغم كل التعديلات الحكومية المتكررة.
فمن هم هؤلاء؟ وما دورهم الحقيقي في تعقيد الأزمات اليمنية؟
أدوات السفارات: الوجوه الخفية للتبعية
بحسب العديد من التقارير الإعلامية والتحليلات السياسية، فإن هؤلاء المسؤولين ليسوا سوى "أدوات" تُحركها سفارات دول إقليمية ودولية.
فهم لا يمثلون مصالح اليمن أو شعبها، بل يعملون كواجهة لتنفيذ أجندات خارجية تخدم مصالح تلك الدول.
وهم بذلك يحولون دون تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، ويجعلون اليمن مجرد تابع لدول الإقليم والعالم.
هؤلاء المسؤولون، الذين يُطلق عليهم في الأدبيات السياسية مصطلح "عملاء برابطة عنق"، يظهرون بمظهر الدبلوماسيين المحترفين، لكنهم في الحقيقة مجرد أدوات تُستخدم لضمان استمرار الهيمنة الخارجية على اليمن.
فهم لا يملكون أي قاعدة شعبية أو حزبية تدعمهم، ولا يتمتعون بأي تاريخ نضالي يمنحهم الشرعية، ومع ذلك يتبوأون مناصب سيادية عليا ويستمرون في البقاء فيها رغم كل التغييرات الحكومية.
غياب الكفاءة والشرعية: إدارة الفوضى
من أبرز السمات التي تميز هؤلاء المسؤولين هو افتقارهم إلى الكفاءة الوطنية أو التكنوقراطية.
فهم ليسوا خبراء في مجالاتهم، ولا يمتلكون المهارات اللازمة لإدارة الدولة في ظل الأزمات المتعددة التي تعاني منها اليمن.
بل على العكس، فإن وجودهم في المناصب العليا يساهم في تفاقم الفوضى وعدم الاستقرار.
ووفقاً لتقارير صحفية، فإن هؤلاء المسؤولين يعتمدون بشكل كلي على الدعم الخارجي، سواء المالي أو السياسي، مما يجعلهم غير قادرين على اتخاذ قرارات مستقلة تخدم مصالح اليمن.
بل إنهم غالباً ما يتخذون قرارات تتعارض مع المصالح الوطنية، وذلك تحت ضغط الجهات الخارجية التي تدعمهم.
استمرار الأزمة: دور "العملاء" في تعطيل الحلول
لا يقتصر دور هؤلاء المسؤولين على مجرد تنفيذ الأجندات الخارجية، بل إنهم يلعبون دوراً رئيسياً في تعطيل أي جهود حقيقية لحل الأزمة اليمنية.
فهم يعملون كحاجز بين اليمنيين وبين تحقيق الاستقرار، وذلك من خلال عرقلة أي محاولات للإصلاح السياسي أو الاقتصادي.
وقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن هؤلاء المسؤولين غالباً ما يعملون على إطالة أمد الصراعات، وذلك من خلال تأجيج الخلافات الداخلية وإفشال أي مبادرات للسلام.
فهم لا يريدون حلاً للأزمة، لأن استمرار الفوضى هو ما يضمن بقاءهم في السلطة.
اليمن بين المطرقة والسندان
في النهاية، فإن وجود هؤلاء المسؤولين في المناصب السيادية العليا يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه اليمن في مسيرتها نحو الاستقرار.
فهم ليسوا مجرد مسؤولين فاشلين، بل هم أدوات فعالة في يد القوى الخارجية التي تسعى إلى إبقاء اليمن في حالة من التبعية والفوضى.
ولكي تتمكن اليمن من الخروج من هذه الأزمة، فإنه من الضروري التخلص من هؤلاء "العملاء" الذين يحولون دون تحقيق الاستقرار.
وهذا يتطلب جهوداً وطنية حقيقية، تبدأ بإصلاح النظام السياسي وتطهيره من العناصر الفاسدة والتابعة، وتنتهي ببناء دولة قائمة على الكفاءة والشرعية الوطنية.
فاليمن ليست بحاجة إلى "عملاء برابطة عنق"، بل إلى قادة حقيقيين يعملون من أجل مصلحة الشعب والوطن، ويضعون حداً للتبعية والهيمنة الخارجية.
زوروا موقعنا على الانترنت عبر الرابط
التالي:
https://sadaalwaqe2025.blogspot.com/?m=
إرسال تعليق