صدى الواقع - كتب : محمد محمد السفياني
هناك ممارسات سياسية واقتصادية أضرت كثيرًا بالشعب اليمني، وهي على النحو التالي:
أولًا: ممارسة الكذب وتزييف وعي الشارع اليمني بمفاهيم خاطئة بأن المستقبل سيكون أفضل من الماضي. ممن عجزوا عن الحفاظ على الماضي الجميل أو عن قبحه إن كان قبيحًا. وليتهم صدقوا أو تحدثوا عن جماله وقبحه معًا، والشعب هو الحكم. فإن كان جميلًا يعيدوه حاضرًا مع التحديث، مع أن الجميع كانوا جزءًا منه. فلماذا الكذب وتزييف وعي الشارع؟
ثانيًا: الاتكاء على الأحقاد السياسية والمناطقية والثارات والجغرافية السياسية لتحقيق مطالب بعضها بغلاف شكلي جميل، والغالبية لا أساس لها من الصحة إطلاقًا. فمثلًا، كل طرف من هؤلاء يحكم المنطقة التي يدعون مظلمتها، فلماذا لا يصححون ولا يعيدون هذه المظلوميات الشرعية والقانونية كما يدعون؟ بل إنها كذب ولا زالوا يكيلونها، ولكن كل طرف يسوق لمزعوم مظلمته أو يكيلها ضد الآخر ويرمي عجزه فوق الطرف الآخر. اضرب لكم مثلًا: تعز أكثر وعيًا تقسمت إلى أربعة مجاهيش، فماذا قدم كل طرف للشعب؟ وعدن مطلوب من حكومة بن مبارك إدارة صرف وتوريد العملة أو تسليمها لصراف رسمي ويتحمل مسؤولية ذلك بدلًا من إدارتها من صرافي السر وتحميلها صرافي العلن. عيب الريال السعودي بخمسمائة ريال يمني.
خلال الشهر الماضي، التقيت أو تعمدت أن ألتقي بأربعة أشخاص طيلة التسعينات وهم يشكون مظلومياتهم. الأول يشكي مظلوميته وكان في بوفية مدهش، المهم تولى منصبًا بصنعاء ولكنه لا زال يشكي مظلوميته فأبعدوه، والآن يشكي مظلوميته الجديدة. الثاني يخزن الليل ويرقد النهار ولا يقوم بالعمل، تولى منصبًا فترة وعاد لعادته القديمة من السهر والنوم، وهذا يشكي من البلاد كلها وراحته في ولعة القات والشاهي. الثالث لا يخزن ولا يسجر ولكن ولعته سب الآخرين ورفع الصوت والصياح، ويعيش على إيجار صوته وكلامه حسب المزاد العلني. الرابع يحسن الخطابة والدعاء، مر بأربعة مشاريع خطابية وسياسية، وهذا يعمل سياسيًا في القنوات ومحللًا سياسيًا حسب الطلب.
هؤلاء الأربعة الأصناف، إلى جانب بعض المرافقين وسائقي الأدباء ومرافقي المسؤولين السابقين، يأخذون الأعمال ويقاولون بها ثم يذهبون بها إلى الموظفين الإداريين والفنيين السابقين الذين هم في المنازل، وأولئك ينفذون العمل مقابل مبالغ مالية. على العموم، الشعب في اليمن يريد من كل الأطراف خططًا تنفذ على الواقع، يريد مدارس، يريد جامعات، يريد مستشفيات وطرقات وكهرباء، يريد شرعية دستورية وليس شرعية الفتونة أو دعممة أو سفهنة السلطة والخطابة أو شعوذة الصحة أو استخدام ألقاب أو كناية أو صعلكة صعاليك الجاهلية مع قيم احترامنا لعروة بن الورد.
أقروا بعجزكم أمام الشعب ونحن سنريكم كيف تبنى وتدار الدول وتقدم المشاريع والخطط وفق رؤى وطنية حديثة، والشعب هو الحكم بين الجميع والدستور وقوانينه... فهل من مدكر؟
إرسال تعليق