صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي
في أجواء مفعمة بالروحانية والتقاليد الأصيلة، شهدت منطقة يفرس، مركز مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، تجمعاً حاشداً لآلاف اليمنيين من مختلف محافظات الجمهورية، لإحياء حولية الشيخ أحمد بن علوان، المناسبة السنوية التي تمثل رمزاً للتواصل الروحي والثقافي بين أبناء اليمن.
إحياء إرث الشيخ أحمد بن علوان
تُعد الحولية تقليداً سنوياً ثابتاً، يحتفي به الآلاف لاستذكار تراث الشيخ أحمد بن علوان، العالم الصوفي والشاعر الذي أثرى المشهد الديني والثقافي اليمني في القرن السابع الهجري. وقد تضمنت فعاليات الحولية العديد من الأنشطة الروحانية، بدءاً بالمسيرة الجماعية التي سار فيها المشاركون لأكثر من كيلومتر، مرددين الأذكار والأدعية المستوحاة من قصائد الشيخ أحمد بن علوان.
المسيرة الروحانية
تميزت المسيرة بأجواء من التآلف والروحانية، حيث انطلقت من إحدى نقاط التجمع الرئيسية باتجاه الجامع العلواني.
وعلى طول الطريق، أنشد المشاركون أدعية وأذكاراً مستمدة من الموروث الديني، معبّرين عن حبهم واحترامهم للشيخ أحمد بن علوان وإرثه الخالد.
أنشطة وفعاليات الحولية
في جامع الشيخ أحمد بن علوان، احتضنت الفعاليات مختلف الزائرين، حيث أُقيمت تكية غداء لاستضافة الضيوف القادمين من مختلف مناطق اليمن.
وقدمت التكية أطباقاً يمنية تقليدية جسّدت كرم الضيافة الذي تشتهر به المنطقة.
مع حلول العصر، بدأ الجامع يستقبل الحشود لحضور الموالد والمحاضرات الدينية التي استمرت طوال الليل حتى صباح يوم الجمعة.
تخللت هذه الفعاليات أناشيد وابتهالات صوفية، ألقيت خلالها قصائد الشيخ أحمد بن علوان التي تحمل معاني التوحيد، والزهد، وحب الخير.
دور اللجنة المنظمة في إنجاح الحولية
ساهمت اللجنة المنظمة للحولية بدور كبير في نجاح الفعاليات، بدءاً من استقبال الضيوف حتى تنظيم الأنشطة. وبرز دور كل من:
الأستاذ وليد السفياني: مشرف الجامع العلواني، الذي عمل بجهد لضمان تقديم خدمات متميزة للضيوف.
الشيخ عمر أحمد الشدادي: مدير تنظيم الجامع، الذي أشرف على ترتيب الموالد والمحاضرات وتنسيق الأنشطة الروحانية.
العاقل عوض الأهدل: عاقل عقال جبل حبشي، الذي كان له دور محوري في تنظيم الحشود وضمان سلامتهم.
الشيخ أحمد عبدالله الشدادي: شيخ منطقة يفرس، الذي بذل جهوداً كبيرة في استقبال الزوار من شتى أنحاء اليمن وتوفير كافة التسهيلات لهم.
العاقل عبدالله منصور الشدادي: عاقل منطقة يفرس، الذي لعب دوراً فاعلاً في تنظيم واستقبال الضيوف والمساهمة في إنجاح الحولية.
دلالات وأهمية الحولية
تمثل حولية الشيخ أحمد بن علوان فرصة للتأكيد على القيم الصوفية التي تدعو إلى المحبة والسلام والتسامح، في وقت يحتاج فيه المجتمع اليمني إلى تعزيز الروابط الثقافية والدينية لمواجهة التحديات التي يمر بها.
كما تُعد الحولية منصة لإبراز الوجه المشرق لليمن وتراثه العريق، حيث تجمع الحشود من مختلف المناطق والاتجاهات، متجاوزة كافة الحواجز السياسية والجغرافية.
رسائل الحولية للمستقبل
إن إحياء هذه الفعالية السنوية يعكس التزام المجتمع المحلي بالحفاظ على تراثه الديني والثقافي، وتأكيد دور يفرس كوجهة روحية وثقافية بارزة في اليمن.
كما توجه الحولية رسالة واضحة إلى الأجيال القادمة بضرورة الحفاظ على هذا الإرث العريق وتعزيزه كجزء لا يتجزأ من الهوية اليمنية.
في ختام الفعالية، أعرب الزوار عن امتنانهم للقائمين على الحولية ولأهل يفرس الذين جسدوا كرم الضيافة وحسن التنظيم. ومع اختتام هذه الحولية، يتجدد العهد على مواصلة هذا التقليد سنوياً، ليظل جامع الشيخ أحمد بن علوان منارة روحانية تجمع القلوب وتوحد
الأرواح.
إرسال تعليق